للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (التودد)]

١-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنّ رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكّة، فسلّم عليه عبد الله. وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقيل له: أصلحك الله! إنّهم الأعراب وإنّهم يرضون باليسير. فقال عبد الله: إنّ أبا هذا كان ودّا لعمر بن الخطّاب، وإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ أبرّ البرّ صلة الولد أهل ودّ أبيه» ) * «١» .

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه أتى المقبرة فسلّم على المقبرة، فقال:

«السّلام عليكم، دار قوم مؤمنين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون. وددت أنّا قد رأينا إخواننا» . قالوا: يا رسول الله! أو لسنا إخوانك؟ قال: «أنتم أصحابي وإخواننا الّذين لم يأتوا بعد» ) * «٢» .

٣-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى) * «٣» .

٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تضمّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلّا جهادا «٤» في سبيلي، وإيمانا بي وتصديقا برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنّة. أو أرجعه إلى مسكنه الّذي خرج منه، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة. والّذي نفس محمّد بيده ما من كلم يكلم «٥» في سبيل الله، إلّا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم وريحه مسك، والّذي نفس محمّد بيده! لولا أن يشقّ على المسلمين، ما قعدت خلاف سريّة تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشقّ عليهم أن يتخلّفوا عنّي، والّذي نفس محمّد بيده! لوددت أنّي أغزو في سبيل الله فأقتل، ثمّ أغزو فأقتل ثمّ أغزو فأقتل» ) * «٦» .

٥-* (عن معقل بن يسار- رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّي أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنّها لا تلد، أفأتزوّجها؟

قال: «لا» ، ثمّ أتاه الثّانية فنهاه، ثمّ أتاه الثّالثة، فقال:

«تزوّجوا الودود الولود فإنّي مكاثر بكم الأمم) » * «٧» .

٦-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: خطب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إنّ الله خيّر عبدا بين


(١) مسلم (٢٥٥٢) .
(٢) مسلم (٢٤٩) .
(٣) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠١١) . ومسلم (٢٥٨٦) واللفظ له.
(٤) لا يخرجه إلا جهادا: هكذا هو في جميع النسخ: جهادا بالنصب، وكذا قال بعده «وإيمانا بي، وتصديقا» وهو منصوب على أنه مفعول له أي: لا يخرجه المخرج إلا للجهاد والإيمان والتصديق، ومعناه لا يخرجه إلا محض الإيمان والإخلاص لله تعالى.
(٥) كلم يكلم: أي جرح يجرح.
(٦) البخاري- الفتح ١ (٣٦) . ومسلم ١٨٧٦) واللفظ له.
(٧) أبو داود (٢٠٥٠) . والنسائي (٦/ ٦٥) وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٤٢٨) : إسناده حسن.