للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوردت المصادر بعد ذلك عددا كبيرا من المرويات عن رسائل أخرى لم تثبت من الناحية الحديثية منها كتاب النبي صلّى الله عليه وسلّم؟ إلى كل من أهل دما «١» ، ورعية السّحيمي «٢» ، ومسيلمة الكذاب «٣» ، وعظيم بصري «٤» ، وبكر بن وائل «٥» ، وبني عمرو بن حمير «٦» ، وجبلة بن الأيهم «٧» ، وذي الكلاع بن ناكور، وذي عمرو «٨» ، ومعد يكرب بن أبرهة «٩» ، وأسقف بني الحارث، وأساقفة نجران «١٠» ، وصاحب أيلة «١١» ، وابن ظبيان الأزدي الغامدي «١٢» ، وزعماء حمير «١٣» ، ونفاثة بن فروة الدئيلي ملك السماوة «١٤» . ومن الممكن أن تكون هذه الرسائل صحيحة من الناحية التاريخية، ولكنها تبقى دون الاحتجاج بها في موضوعات العقيدة والشريعة، وإلى جانب ذلك فإن هذه الرسائل في مجموعها تؤكد على عالمية الإسلام وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قام بالتبليغ على أوسع نطاق.

[غزوة ذي قرد:]

وقعت هذه الغزوة قبل غزوة خيبر بثلاث ليال «١٥» ، فقد أغار عبد الرحمن بن عيينة بن حصن الفزاري على لقاح «١٦» لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانت ترعى بذي قرد، فأخذها بعد أن قتل راعيها، وحين علم سلمة بن الأكوع بما حدث فإنه أنذر إخوانه المسلمين وبادر بعد ذلك فلحق بعبد الرحمن الفزاري ورجاله، وأخذ يرميهم بنبله حتى استنقذ اللقاح من أيديهم وتهاربوا عنه حين وصله النبي صلّى الله عليه وسلّم والمسلمون، وقد أردف النبي صلّى الله عليه وسلّم سلمة بن الأكوع


(١) ابن طولون- إعلام السائلين ص/ ٩٧- ٩٨، ابن الأثير- الكامل ٢/ ٢٢٥، وعن موضع دما وهي من قرى البحرين، انظر: معجم البلدان ٢/ ٤٦١.
(٢) ابن حجر- الإصابة ١/ ٥١٦، ابن طولون- إعلام السائلين ص/ ٩٩- ١٠١، وانظر أحمد- المسند ٥/ ٥٨٥.
(٣) ابن سعد- الطبقات ١/ ٢٧٣.
(٤) الواقدي- المغازي ٢/ ٧٥٥- ٧٥٦.
(٥) ابن حبان- موارد الظمآن، رقم (١٦٢٦) . بسنده إلى أنس بن مالك، ابن طولون- إعلام ص/ ١٣٢، الزيلعي- نصب الراية ٤/ ٤١٩.
(٦) ابن سعد- الطبقات ١/ ٢٦٥ من رواية الواقدي.
(٧) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٨) المرجع السابق ١/ ٢٦٥- ٢٦٦.
(٩) المرجع السابق ١/ ٢٦٦.
(١٠) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(١١) المرجع السابق ١/ ٢٧٧- ٢٧٨.
(١٢) المرجع السابق ١/ ٢٨٠.
(١٣) المرجع السابق ١/ ٢٨٢ من حديث الزهري.
(١٤) المرجع السابق ١/ ٢٨٤.
(١٥) حدد تاريخها الإمام البخاري عند ترجمته لهذه الغزوة وقد رجح ابن حجر في الفتح ٧/ ٤٦٠ (حديث ٤٦٠) ، وابن كثير في البداية والنهاية ٤/ ١٧٣ ذلك.
(١٦) جمع لقحه وهي النياق ذات اللبن.