للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[محاسبة النفس]

[المحاسبة لغة:]

مصدر حاسب يحاسب، وهو مأخوذ من مادّة (ح س ب) الّتي تدلّ على العدّ، تقول: حسبت الشّيء أحسبه حسبا وحسبانا، وحسابا وحسابة إذا عددته، والمعدود: محسوب وحسب أيضا والأخير فعل بمعنى مفعول، ومنه قولهم: ليكن عملك بحسب ذلك أي على قدره وعدده، وحاسبته من المحاسبة، واحتسبت عليه كذا: إذا أنكرته عليه، وشيء حساب أي كاف، ومنه قوله تعالى: عَطاءً حِساباً (النبأ/ ٣٦) أي كافيا، وقول الله تعالى: فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً (الطلاق/ ٨) . إشارة إلى نحو ما روي «من نوقش في الحساب معذّب» والحسيب والمحاسب: من يحاسبك، ثمّ عبّر به عن المكافىء في الحساب. وفي قول الله تعالى: وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (البقرة/ ٢١٢) أوجه عديدة منها: أنّه يعطي المؤمن ولا يحاسبه عليه، ووجه ذلك أنّ المؤمن لا يأخذ من الدّنيا إلّا قدر ما يجب، وكما يجب، وفي وقت ما يجب، ولا ينفق إلّا كذلك، ويحاسب نفسه فلا يحاسبه الله حسابا يضرّه كما روي: من حاسب نفسه في الدّنيا لم يحاسبه

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١/ ٣/ ١٥

الله يوم القيامة.

وقال ابن منظور: الحساب والمحاسبة: عدّك الشّيء، وحسب الشّيء يحسبه، بالضّمّ، حسبا وحسابا وحسابة: عدّه. وحاسبه: من المحاسبة. ورجل حاسب من قوم حسّب وحسّاب. وقوله تعالى: وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ، أي حسابه واقع لا محالة، وكلّ واقع فهو سريع، وسرعة حساب الله، أنّه لا يشغله حساب واحد عن محاسبة الآخر، وقوله- عزّ وجلّ-: كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (الإسراء/ ١٤) ، أي كفى بك لنفسك محاسبا «١» .

[النفس لغة واصطلاحا:]

(انظر مجاهدة النفس)

[المحاسبة اصطلاحا:]

قال المناويّ: المحاسبة: هي استيفاء الأعداد فيما للمرء أو عليه «٢» .

[محاسبة النفس اصطلاحا:]

قال الإمام الماورديّ: محاسبة النّفس: أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره فإن كان محمودا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان


(١) لسان العرب (١/ ٣١٣- ٣١٤) ، ومقاييس اللغة (٢/ ٥٩) ، والصحاح (١/ ١١٠) ، والمفردات (١١٧) .
(٢) التوقيف على مهمات التعاريف (٢٩٨) وفي الأصل «فيما للمراد وعليه» وهو تصحيف واضح.