للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[حق الجار]

[الحق لغة:]

مصدر قولهم حقّ الشّيء: وجب وهو مأخوذ من مادّة (ح ق ق) الّتي تدلّ على إحكام شيء وصحّته، فالحقّ نقيض الباطل، ويقال: حاقّ فلان فلانا: إذا ادّعى كلّ واحد منهما، فإذا غلبه على الحقّ قيل حقّه وأحقّه، واحتقّ النّاس في الدّين: إذا ادّعى كلّ واحد الحقّ. وقال بعض أهل العلم في قوله تعالى حَقِيقٌ عَلى «١» قال واجب عليّ، ومن قرأها حقيق على فمعناها: حريص على، ويقال استحقّ لقحها: إذا وجب، وقال الجوهريّ: الحقّ خلاف الباطل والحقّ:

واحد الحقوق، وقولهم: لحقّ لا آتيك، هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللّام، وإذا أزالوا عنها اللّام قالوا: حقّا لا آتيك، والحاقّة:

القيامة، سمّيت بذلك لأنّ فيها حواقّ الأمور، وقولهم: أحققت الشّيء: أي أو جبته، واستحققته: أي استوجبته. وتحقّق عندي الخبر: صحّ. وحقّقت قوله وظنّه تحقيقا: أي صدّقت. وكلام محقّق أي رصين، وثوب محقّق إذا كان محكم النّسج «٢» .

[الجار لغة:]

قال الرّاغب: الجار من يقرب مسكنه منك، الآيات الأحاديث الآثار

١ ٢٦ ١٩

وهو من الأسماء المتضايفة؛ فإنّ الجار لا يكون جارا لغيره إلّا وذلك الغير جار له كالأخ والصّديق، ولمّا استعظم حقّ الجار عقلا وشرعا عبّر عن كلّ من يعظم حقّه أو يستعظم حقّ غيره بالجار، قال تعالى: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى (النساء/ ٣٦) وقد تصوّر من الجار معنى القرب فقيل لمن يقرب من غيره جاره وجاوره، وتجاور (معه) قال تعالى: ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا (الأحزاب/ ٦٠) وباعتبار القرب قيل: جار عن الطّريق (أي لم يلتزمه وإنّما انحرف قريبا منه) ثمّ جعل ذلك أصلا في العدول عن كلّ حقّ فبني منه الجور، قال تعالى: وَمِنْها جائِرٌ (النحل/ ٩) أي عادل عن المحجّة. وجمع الجار (جيران) ، و (جاوره مجاورة، وجوارا) من باب قاتل: والاسم (الجوار) بالضّمّ: إذا لاصقه في السّكن، وحكى ثعلب عن ابن الأعرابيّ: الجار الّذي يجاورك بيت بيت، و (الجار) :

الشّريك في العقار: مقاسما كان، أو غير مقاسم، و (الجار) : الخفير، و (الجار) : الّذي يجير غيره، أي يؤمّنه ممّا يخاف، و (الجار) : المستجير أيضا، وهو الّذي يطلب الأمان، و (الجار) : الحليف، و (الجار) :

النّاصر، و (الجار) : الزّوج، و (الجار) أيضا: الزّوجة،


(١) حَقِيقٌ عَلى بتشديد الياء قراءة الحسن ونافع وقراءة الجمهور على (الأعراف/ ١٠٥) .
(٢) مقاييس اللغة، (٢/ ١٧) ، والصحاح (٤/ ١٤٦١) .