الشّك مصدر شكّ في الأمر يشكّ شكّا إذا التبس، يقول ابن فارس: الشّين والكاف أصل واحد مشتقّ بعضه من بعض، وهو يدلّ على التّداخل، من ذلك شككته بالرّمح وذلك إذا طعنته، فداخل السّنان جسمه. ومن هذا الباب الشّكّ الّذي هو خلاف اليقين، إنّما سمّي بذلك، لأنّ الشّاكّ كأنّه شكّ له الأمران في مشكّ واحد، وهو لا يتيقّن واحدا منهما، فمن ذلك اشتقاق الشّكّ. تقول: شككت بين ورقتين، إذا أنت غرزت العود فيهما فجمعتهما.
وقيل: الشّكّ الارتياب، ويستعمل الفعل لازما ومتعدّيا بالحرف، فيقال: شكّ الأمر يشكّ شكّا إذا التبس، وشككت فيه، وقولهم خلاف اليقين يعني التّردّد بين شيئين سواء استوى طرفاه، أو رجح أحدهما على الآخر، قال تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ (يونس/ ٩٤) أي غير مستيقن، وهو يعمّ الحالتين والشّكوك النّاقة الّتي يشكّ في سنامها، أبه طرق أم لا لكثرة وبرها فيلمس سنامها والجمع شكّ، وشكّه بالرّمح والسّهم ونحوهما يشكّه
وقال ابن منظور: الشّكّ نقيض اليقين، وجمعه شكوك، وهو الرّيب وقد شككت في كذا، وشكّ في الأمر يشكّ شكّا وشكّكه فيه غيره. وتشكّك في الأمر تشكّكا بمعنى شكّ. أنشد ثعلب:
من كان يزعم أن سيكتم حبّه ... حتّى يشكّك فيه، فهو كذوب
أراد حتّى يشكّك فيه غيره.
وفي الحديث:«أنا أولى بالشّكّ من إبراهيم» لمّا نزل قوله تعالى: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى (البقرة/ ٢٦٠)«١» .
وقال الفيروزاباديّ: والشّكّ ربّما كان في الشّيء: هل هو موجود أو غير موجود؟ وربّما كان في جنسه أي من أيّ جنس هو، وربّما كان في بعض صفاته، وربّما كان في الغرض الّذي لأجله أوجد،
(١) لسان العرب (١٠/ ٤٥١- ٤٥٢) ، والنهاية في غريب الحديث: (٢/ ٤٩٥) . وانظر المصباح المنير (٣٠٢) ، ومقاييس اللغة لابن فارس (٣/ ١٧٣) .