الغفلة: السّهو عن الشّيء. وهو مصدر غفل يغفل غفلة وغفولا، يقول ابن فارس: الغين والفاء واللّام أصل صحيح يدلّ على ترك الشّيء سهوا، وربّما كان عن عمد. والغفلة: غيبة الشّيء عن بال الإنسان، وعدم تذكّره له، وقد استعمل فيمن تركه إهمالا، وإعراضا، كما في قوله تعالى: وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (الأنبياء/ ١) يقال منه: غفلت عن الشّيء غفولا، من باب قعد، وله ثلاثة مصادر، غفول، وهو أعمّها، وغفلة وزان تمرة. وغفل وزان سبب، وغفّلته تغفيلا، صيّرته كذلك، فهو مغفّل، أي ليست له فطنة، وأغفلت الشّيء إغفالا، تركته إهمالا من غير نسيان، وتغفّلت الرّجل، ترقّبت غفلته، وتغافل، أرى من نفسه ذلك، وليس به.
والأغفال: الموات، يقال أرض غفل، لا علم بها، ولا أثر عمارة، وقال الكسائيّ: أرض غفل، لم تمطر، ودابّة غفل، لا سمة عليها، وقد أغفلتها، إذا لم تسمها ورجل غفل، لم يجرّب الأمور.
ويقول سيبويه: «غفلت: صرت غافلا، وأغفلته وغفلت عنه: وصّلت غفلي إليه، أو تركته على ذكر، قال اللّيث: أغفلت الشّيء، تركته غفلا، وأنت له
ذاكر، والتّغفّل: ختل في غفلة، والغفول من الإبل، البلهاء الّتي لا تمتنع من فصيل يرضعها، ولا تبالي من حلبها، والغفل: المقيّد الّذي أغفل، فلا يرجى خيره، ولا يخشى شرّه، والجمع أغفال.
وقال ابن منظور: يقال غفل عنه يغفل غفولا وغفلة وأغفله عنه غيره. وأغفل الشّيء: تركه وسها عنه.
وأغفلت الرّجل: أصبته غافلا، وعلى ذلك فسّر بعضهم قوله عزّ وجلّ: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا (الكهف/ ٢٨) قال: ولو كان على الظّاهر لوجب أن يكون قوله واتّبع هواه، بالفاء دون الواو.
وسئل أبو العبّاس عن هذه الآية فقال: من جعلناه غافلا. وكلام العرب أكثره أغفلته سمّيته غافلا، وأحلمته سمّيته حليما.
قال ابن سيده: وقوله تعالى: وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (الأعراف/ ١٣٦) يصلح أن يكون- والله أعلم- كانوا في تركهم الإيمان بالله والنّظر فيه والتّدبّر له بمنزلة الغافلين. قال: ويجوز أن يكون: وكانوا عمّا يراد بهم من الإثابة عليه غافلين، والاسم الغفلة والغفل، والغفلان.