للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدّثون «١» ، فإن يك في أمّتي أحد فإنّه عمر» زاد زكريّاء: وعن سعد عن أبي هريرة قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن في أمّتي منهم أحد فعمر» . قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- من نبيّ ولا محدّث» ) * «٢» .

٩-* (عن عبد الله بن سلام قال: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة انجفل «٣» النّاس إليه، وقيل قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجئت في النّاس لأنظر إليه فلمّا استبنت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب وكان أوّل شيء تكلّم به أن قال: «يا أيّها النّاس: أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام، وصلّوا والنّاس نيام تدخلوا الجنّة بسلام» ) * «٤» .

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (البصيرة)]

١-* (وروي أنّ عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- دخل عليه قوم من مذحج فيهم الأشتر، فصعّد فيه النّظر وصوّبه وقال: أيّهم هذا؟ قالوا:

مالك بن الحارث، فقال: ما له قاتله الله، إنّي لأرى للمسلمين منه يوما عصيبا، فكان منه في الفتنة ما كان) * «٥» .

٢-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما-: ما سألني أحد عن شيء إلّا عرفت أفقيه هو أو غير فقيه) * «٦» .

٣-* (روي عن الشّافعيّ ومحمّد بن الحسن أنّهما كانا بفناء الكعبة ورجل على باب المسجد فقال أحدهما: أراه نجّارا، وقال الاخر: بل حدّادا، فتبادر من حضر إلى الرّجل فسأله فقال: كنت نجّارا وأنا اليوم حدّاد) * «٧» .

٤-* (قال ابن مسعود- رضي الله عنه-:

أفرس النّاس ثلاثة: العزيز في يوسف، حيث قال لامرأته أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً (يوسف/ ٢١) وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى: اسْتَأْجِرْهُ القصص/ ٢٦) ، وأبو بكر في عمر- رضي الله عنهما- حيث استخلفه، وفي رواية أخرى: وامرأة فرعون حين قالت: وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ


(١) محدّثون: ملهمون أو مصيبون وقيل تكلمهم الملائكة بغير نبوة وقال ابن حجر: يجري الصواب على ألسنتهم من غير قصد.
(٢) البخاري- الفتح ٧ (٣٦٨٩) ، مسلم (٢٣٩٨) . ويشير ابن عباس بقوله: من نبي ولا محدّث إلى قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى.. الاية. كان ابن عباس زاد فيها «ولا محدّث» .
(٣) انجفل الناس إليه: أي ذهبوا إليه مسرعين.
(٤) الترمذي (٢٤٨٥) وقال: هذا حديث صحيح، وابن ماجة إقامة (١٧٤) ، أطعمة ١، الدارمي صلاة (١٥٦) .
(٥) تفسير القرطبي مج ٥، ج ١٠، (ص ٤٤) .
(٦) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٧) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.