للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لانذاب حتّى يهلك. ولكن يقتله الله بيده. فيريهم دمه في حربته» «١» .

- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والّذي نفس محمّد بيده لتنفقنّ كنوزهما في سبيل الله» «٢» .

- عن جابر- رضي الله عنه-؛ قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: هل لكم من أنماط «٣» ؟ قلت: وأنّى يكون لنا الأنماط؟ قال: أما إنّه ستكون لكم الأنماط. فأنا أقول لها يعني امرأته أخّري عنّا أنماطك، فتقول: ألم يقل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّها ستكون لكم الأنماط، فأدعها» «٤» .

- عن سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الخلافة في أمّتي ثلاثون «٥» سنة ثمّ ملكا بعد ذلك» «٦» .

[بشارات لبعض الأصحاب:]

أ- أمّ حرام بنت ملحان:

- عن أنس بن مالك- رضي الله عنه-؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يدخل على أمّ حرام بنت ملحان «٧» فتطعمه. وكانت أمّ حرام تحت عبادة بن الصّامت. فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما فأطعمته. ثمّ جلست تفلي رأسه. فنام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ استيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمّتي عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله. يركبون ثبج «٨» هذا البحر. ملوكا على الأسرّة، أو مثل الملوك على الأسرّة «٩» .


(١) رواه مسلم برقم (٢٨٩٧) .
(٢) رواه البخاري- انظر الفتح: ٦ (٣٦١٨) ومسلم برقم (٢٩١٩) .
(٣) أنماط: الأنماط جمع نمط وهو من البسط معروف. انظر جامع الأصول (١١/ ٣١٩) . وقد قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ذلك عند ما تزوج» .
(٤) رواه البخاري- انظر الفتح ٦ (٣٦٣١) . ومسلم برقم (٢٠٨٣) .
(٥) وقد وقع ذلك كما أخبر الصادق المصدوق صلى وسلم. قال الحافظ ابن كثير: وهكذا وقع سواء، فإن أبا بكر رضي الله عنه كانت خلافته سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنة إلا اثنى عشر يوما، وكانت خلافة علي بن أبي طالب خمس سنين إلا شهرين. وتكميل الثلاثين بخلافة الحسن بن علي نحوا من ستة أشهر، حتى نزل عنها لمعاوية عام أربعين من الهجرة- انظر البداية والنهاية (٦/ ٢٠٤، ٢٠٥) .
(٦) رواه أبو داود برقم (٤٦٤٦) . والترمذي برقم (٢٢٢٦) . والإمام أحمد في المسند (٥/ ٢٢٠- ٢٢١) ، والحاكم في المستدرك (٣/ ٧١) وصححه ووافقه الذهبي وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٣/ ٢٢٥) : أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره.
(٧) أم حرام بنت ملحان: اتفق العلماء على أنها كانت محرما له صلّى الله عليه وسلّم. واختلفوا في كيفية ذلك. فقال ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته من الرضاعة. وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده. لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار.
(٨) ثبج: هو ظهره ووسطه.
(٩) مثل الملوك على الأسرة: قيل: هو صفة لهم في الآخرة، إذا دخلوا الجنة. والأصح أنه صفة لهم في الدنيا أي يركبون مراكب الملوك لسعة حالهم واستقامة أمرهم وكثرة عددهم.