للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يأمر النّاس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار، قالت: فذكرت ذلك أمّ سلمة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالت:

فأعرض عنّي. فلمّا عاد إليّ ذكرت له ذلك، فأعرض عنّي، فلمّا كان في الثّالثة ذكرت له فقال: «يا أمّ سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنّه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها» ) * «١»

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الغيرة)

١٨-* (عن المسور بن مخرمة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو على المنبر: «إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم عليّ ابن أبي طالب. فلا آذن، ثمّ لا آذن، ثمّ لا آذن. إلّا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنّما هي بضعة «٢» منّي، يريا بني ما أرابها «٣» ، ويؤذيني ما آذاها» ) * «٤» .

١٩-* (عن المغيرة؛ قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسّيف غير مصفح «٥» فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال: «تعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير منّي، ومن أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبّ إليه العذر من «٦» الله، ومن أجل ذلك بعث المبشّرين والمنذرين، ولا أحد أحبّ إليه المدحة من الله «٧» ، ومن أجل ذلك وعد الله الجنّة» ) * «٨» .

[من الآثار الواردة في (الغيرة)]

١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت، كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة على عائشة وحفصة. فخرجتا معه جميعا.

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا كان باللّيل، سار مع عائشة، يتحدّث معها. فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين اللّيلة بعيري وأركب بعيرك، فتنظرين وأنظر؟ قالت:

بلى. فركبت عائشة على بعير حفصة. وركبت حفصة على بعير عائشة، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى جمل عائشة.


(١) البخاري- الفتح ٧ (٧٧٥٣) .
(٢) بضعه: البضعة بفتح الباء، قطعة اللحم.
(٣) يريا بني ما أرابها: الريب ما رابك من شيء خفت عقباه.
(٤) البخاري- الفتح ٩ (٥٢٣٠) واللفظ له. ومسلم (٢٤٤٩) .
(٥) غير مصفح هو بكسر الفاء، أي غير ضارب بصفح السيف، وهو جانبه، بل أضربه بحده.
(٦) ولا أحد أحب إليه العذر من الله أي ليس أحد أحب إليه الإعذار من الله تعالى، فالعذر بمعني الإعذار والإنذار، قبل أخذهم بالعقوبة، ولهذا بعث الله المرسلين.
(٧) ولا أحد أحب إليه المدحة: المدحة هو المدح، فإذا ثبتت الهاء كسرت الميم، وإذا حذفت فتحت.
(٨) البخاري- الفتح ١٣ (٧٤١٦) واللفظ له. ومسلم (١٤٩٩) .