للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه- قال: وعظنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، إنّ هذه لموعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: «قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلّا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، بما عرفتم من سنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهتدين، عضّوا عليها بالنّواجذ، وعليكم بالطّاعة، وإن عبدا حبشيّا، فإنّما المؤمن كالجمل الأنف «١» حيثما قيد انقاد» ) * «٢» .

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (اللين)]

١-* (قال عليّ- رضي الله عنه- في وصف العلماء الأتقياء: فباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استخشن المترفون، واستوحشوا ممّا أنس منه الجاهلون) * «٣» .

٢-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- في قوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً (طه/ ٤٤) ، قال: كنّه) * «٤» .

٣-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما-:

خياركم ألاينكم مناكب في الصّلاة) * «٥» .

٤-* (عن قتادة- رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ (الزمر/ ٢٣) : هذا نعت أولياء الله، نعتهم الله عزّ وجلّ بأنّه تقشعرّ جلودهم، وتبكي أعينهم، وتطمئنّ قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم، إنّما هذا في أهل البدع) * «٦» .

٥-* (وقال ابن كثير- رحمه الله تعالى- في تفسير الآية الكريمة نفسها هذه (أي لين الجلود والقلوب) صفة الأبرار، عند سماع كلام الجبّار، لما يفهمون منه من الوعد والوعيد، والتّخويف والتّهديد، تقشعرّ منه أي من خوفه وخشيته جلودهم فتنقبض ثمّ تلين لما يرجون ويؤمّلون من رحمته ولطفه) * «٧» .

٦-* (عن الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً (طه/ ٤٤) : أعذرا


(١) الجمل الأنف: الذي جعل الزمام من أنفه فيجره من يشاء من صغير أو كبير إلى حيث يريد.
(٢) ابن ماجه (٤٣) .
(٣) لسان العرب لابن منظور (١٣/ ٣٩٤) .
(٤) المراد: ناده بكنيته، وقد روي عن سفيان الثوري: كنه بأبي مرّة، تفسير ابن كثير (٣/ ١٦٣) .
(٥) النهاية لابن الأثير (٤/ ٢٨٦) ، وفيه: ألاين جمع ألين، والمراد: السكون والخشوع والوقار. وانظر اللسان (١٣/ ٢٩٥) .
(٦) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٦) .
(٧) المرجع السابق (٤/ ٥٥) .