كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

الأحاديث الواردة في (القنوت) - المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (القنوت) - ج: 8 - ص: 3184

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «السّاعي «١» على الأرملة «٢» ، والمسكين كالمجاهد في سبيل الله- وأحسبه قال- (يشكّ القّعنبيّ) كالقائم لا يفتر وكالصّائم لا يفطر» ) * «٣» .

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله- والله أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصّائم القائم الخاشع الرّاكع السّاجد» ) * «٤» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (القنوت)

١٤-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى فكان إذا مرّ بآية رحمة سأل، وإذا مرّ بآية عذاب استجار، وإذا مرّ بآية فيها تنزيه لله سبّح» ) * «٥» .

١٥-* (سئل ابن عبّاس- رضي الله عنهما- عن استسقاء «٦» رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج متبذّلا «٧» متواضعا متضرّعا حتّى أتى المصلّى فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير، وصلّى ركعتين كما كان يصلّي في العيد» ) * «٨» .

١٦-* (عن المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه- قال: إن كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليقوم أو ليصلّي حتّى ترم قدماه- أو ساقاه-. فيقال له، فيقول: «أفلا أكون عبدا شكورا؟»

وفي رواية عن عائشة- رضي الله عنها- أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقوم من اللّيل حتّى تتفطّر قدماه. فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: «أفلا أحبّ أن أكون عبدا شكورا؟» ) * «٩» .

١٧-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: خسفت «١٠» الشّمس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي فأطال القيام جدّا. ثمّ ركع فأطال الرّكوع جدّا. ثمّ رفع رأسه فأطال القيام جدّا. وهو دون القيام الأوّل ثمّ ركع فأطال الرّكوع

---

(١) الساعي: الكاسب لهما، العامل لمؤنتهما.
(٢) الأرملة: من لا زوج لها، وسميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد لفقد الزوج.
(٣) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٠٧) واللفظ له. ومسلم (٢٩٨٢) .
(٤) النسائي (٦/ ١٨) ، وهو في صحيح سنن النسائي (٢٩٣٠) .
(٥) البخاري- الفتح ٩ (٥٣٥٣) . ومسلم (٢٩٨٢) .
(٦) استسقاء رسول الله: أي صلاته لطلب السقيا ونزول المطر.
(٧) التبذل: ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة، على جهة التواضع.
(٨) الترمذي (٥٥٨) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة (١٢٦٦) وحسنه الألباني.
(٩) البخاري- الفتح ٣ (١١٣٠) ، ٨ (٤٨٣٧) واللفظ له. ومسلم (٢١٢٠) .
(١٠) خسفت الشمس: يقال كسفت الشمس والقمر، وخسفا. وذهب جمهور أهل اللغة على أن الكسوف والخسوف يكون لذهاب ضوئهما كله ويكون لذهاب بعضه.