للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسألك بوجه الله- عزّ وجلّ- بم بعثك ربّك إلينا؟

قال: «بالإسلام» ، قال: قلت: وما آيات الإسلام؟.

قال: «أن تقول أسلمت وجهي إلى الله- عزّ وجلّ- وتخلّيت «١» ، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة. كلّ مسلم على مسلم محرّم «٢» ، أخوان نصيران «٣» ، لا يقبل الله عزّ وجلّ- من مشرك بعد ما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين» ) * «٤» .

[الأحاديث الواردة في (التناصر) معنى]

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الدّين النّصيحة» ثلاث مرار، قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولأئمّة المسلمين وعامّتهم، المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كلّ المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التّقوى ههنا بحسب امرئ من الشّرّ أن يحتقر أخاه المسلم، المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا، إنّ أحدكم مرآة أخيه: فإن رأى به أذى فليمطه عنه) * «٥» .

١٤-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من ذبّ عن عرض أخيه ردّ الله النّار عن وجهه يوم القيامة» ) * «٦» .

١٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى، ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السّكينة «٧» ، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم «٨» الملائكة،


(١) تخليت: تبرأت من الشرك، وانقطعت عنه.
(٢) كل مسلم على مسلم محرم: يقال: أحرم الرجل: إذا اعتصم بحرمة تمنع عنه، ويقال: إنه لمحرم عنك: أي يحرم أذاك عليه، يقال: مسلم محرّم، وهو الذي لم يحلّ من نفسه شيئا يوقع به، يريد: أن
المسلم معتصم بالإسلام، ممتنع بحرمته ممن أراده، أو أراد ماله.
(٣) أخوان نصيران: أي هما أخوان نصيران أي: يتناصران ويتعاضدان، والنصير: فعيل بمعنى فاعل، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول.
(٤) النسائي (٥/ ٨٣) واللفظ له. وروى ابن ماجه؟ بعضه (٢٥٣٦) ، وابن حبان في صحيحه (٢٨) ، وقال محقق جامع الأصول (١/ ٢٣٤) : حديث حسن.
(٥) الترمذي (١٩٢٦) ، (١٩٢٧) ، (١٩٢٨) ، (١٩٢٩) . ومحقق «جامع الأصول» (٦/ ٥٦٣) : وهو حديث حسن، وانظر «جامع الأصول» (١١/ ٥٥٧- ٥٥٩) .
(٦) أخرجه الترمذي (١٩٣١) وقال: حسن صحيح، وقال محقق جامع الأصول (٦/ ٥٧٠) : هو كما قال الترمذي، أحمد (٦/ ٤٤٩) واللفظ في جامع الأصول.
(٧) السكينة: فعيلة من السكون والطمأنينة.
(٨) حفتهم الملائكة: أي أحاطت بهم.