للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمنطق والعيش ونحو ذلك، يقولون: أرض غليظة: أي غير سهلة، وتغليظ اليمين تشديدها وتوكيدها، وفي فلان غلظة: أي شدّة واستطالة، ورجل غليظ: فظّ فيه غلظة أي قساوة وشدّة، وأمر غليظ: شديد صعب، وعهد غليظ كذلك، وبينهما غلظة ومغالظة: أي عداوة «١» .

[الغلظة اصطلاحا:]

قال المناويّ: الغلظة ضدّ الرّقّة، وأصله أن يستعمل في الأجسام، لكن قد يستعمل في المعاني أيضا «٢» .

أمّا غلظ القلب: فكونه خلق صلبا لا يلين ولا يتأثّر «٣» .

[الفظاظة لغة:]

الفظاظة كالفظظ أصلها ماء الكرش يعصر ويشرب في المفاوز (الصّحراوات) ، وقولهم: رجل فظّ، معناه: غليظ الجانب، سيّء الخلق، قاسي القلب، خشن الكلام «٤» ، وفي اللّسان: الفظظ: خشونة الكلام، ورجل فظّ: أي ذو فظاظة جاف غليظ، في منطقه غلظ وخشونة «٥» .

[الفظاظة اصطلاحا:]

قال أبو حيّان: الفظاظة قيل هي بمعنى غلظ القلب، وقيل هي الجفوة قولا وفعلا «٦» .

[حكم القسوة:]

عدّ ابن حجر قسوة القلب من الكبائر مستدلا بما روي عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: اطلبوا المعروف من رحماء أمّتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإنّ اللّعنة تنزل عليهم، وبما ذكره الخرائطيّ في مكارم الأخلاق.. ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنّهم ينتظرون سخطي. قال ابن حجر: وعدّ هذا كبيرة هو صريح هذين الحديثين لأنّ اللّعنة والسّخط من علامات الكبيرة لما فيها من الوعيد الشّديد «٧» .

[القسوة والغلظة قد يطلبان أحيانا:]

قال الجاحظ: القساوة مكروهة من كلّ أحد إلّا من الجند وأصحاب السّلاح والمتولّين للحروب؛ فإنّ ذلك غير مكروه منهم إذا كان في موضعه «٨» .

أمّا الغلظة فإنّها مطلوبة، بل ومأمور بها في التّعامل مع الكفّار والمنافقين وخاصّة في مجال الجهاد (انظر الآيات/ ٨- ١٠) ، ولكنّها منهيّ عنها في التّعامل مع المؤمنين شريطة ألّا تفضي إلى تضييع حقّ من حقوق الله تعالى «٩» .

[للاستزادة: انظر صفات: العنف- الأذى- الجفاء- سوء المعاملة- سوء الخلق- الكبر والعجب العتو- الطغيان- العدوان- الظلم- القتل- عقوق الوالدين.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الرأفة- الرحمة- الرفق- الشفقة- كفالة اليتيم- اللين- البر- بر الوالدين- تكريم الإنسان- التودد- الرحمة- صلة الرحم- حسن العشرة- حسن المعاملة- البشاشة] .


(١) لسان العرب (٧/ ٤٤٩) ط. بيروت.
(٢) التوقيف (٢٥٣) .
(٣) البحر المحيط لان حيان (٣/ ١٠٤) .
(٤) القاموس المحيط (٩٠٠) ط. بيروت.
(٥) لسان العرب (٧/ ٤٥٢) طز بيروت.
(٦) البحر المحيط (٣/ ١٠٤) .
(٧) الزواجر (ص ١٥٢) ، وذكر ابن حجر أنه ينبغي حمل القسوة المذكورة في الحديثين على كونها تحمل صاحبها على منع إطعام المضطر.
(٨) تهذيب الأخلاق (٣٠) .
(٩) البحر المحيط (٣/ ١٠٤) .