للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا فعلوا ذلك نسخها الله تعالى. فأنزل الله عزّ وجلّ:

لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا (قال: نعم) رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا (قال: نعم) رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ (قال: نعم) وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (قال: نعم) (البقرة/ ٢٨٦)) * «١» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الدعاء)

٥٧-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ائت قومك فقل: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها» ) * «٢» .

٥٨-* (عن سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه- أنّه قال: خفّت أزواد النّاس وأملقوا، فأتوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟. فدخل عمر على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ناد في النّاس يأتون بفضل أزوادهم، فدعا وبرّك «٣» عليهم، ثمّ دعاهم بأوعيتهم» . فاحتثى «٤» النّاس حتّى فرغوا، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّي رسول الله» ) * «٥» .

٥٩-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أوى إلى فراشه قال:

«الحمد لله الّذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممّن لا كافي له ولا مؤوي» ) * «٦» .

٦٠-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا قام إلى الصّلاة قال: «وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت. أنت ربّي وأنا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا. إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق. لا يهدي لأحسنها إلّا أنت.

واصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلّا أنت.

لبّيك وسعديك والخير كلّه في يديك. والشّرّ ليس إليك. أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك» . وإذا ركع قال: «اللهمّ لك ركعت.


(١) مسلم (١٢٥) .
(٢) مسلم (٢٥١٤) .
(٣) وبرك: بتشديد الراء أي دعا بالبركة.
(٤) فاحتثى: بسكون المهملة بعدها مثناة مفتوحة ثم مثلثة افتعل من الحثى وهو الأخذ بالكفين.
(٥) البخاري- الفتح ٦ (٢٩٨٢) واللفظ له. ومسلم (٢٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٦) مسلم (٢٧١٥) .