مصدر قولهم: جاد الرّجل بماله يجود جودا، وهو مأخوذ من مادّة (ج ود) الّتي تدلّ على التّسمّح بالشّيء وكثرة العطاء، يقال: رجل جواد بيّن الجود، وقوم أجواد، والجود (بفتح الجيم) المطر الغزير، وفرس جواد: يجود بمدّخر عدوه، وقيل: هو الفرس الذّريع والسّريع، والجمع جياد، قال تعالى: إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (ص/ ٣١) ويقال: في الفرس جودة، وفي المال جود، وفي المطر جود، ويقال: شيء جيّد على (وزن) فيعل والجمع جياد، وجيائد بالهمز على غير قياس، أمّا في المطر فيقال: مطر جائد، والجمع جود مثل صاحب وصحب، وفي وصف الرّجل يقال: رجل جواد أي سخيّ، وقوم جود وأصلها جود (وسكّنت الواو لأنّها حرف علّة) وأجواد وأجاود، وجوداء وكذلك امرأة جواد ونسوة جود، مثل نوار ونور، قال أبو شهاب الهذليّ:
والفعل من ذلك: جاد، يقال: جاد الشّيء جودة وجودة أي صار جيّدا، والجيّد (هنا) ضدّ الرّديء، وجاد الفرس أي صار رائعا، وجاد الرّجل بماله يجود جودا، وجاد عليه بماله: تكرّم، به وأجاد الرّجل إذا كان معه فرس جواد، وأجدت الشّيء فجاد، وجوّد: مثله، وربّما قالوا: أجودت الشّيء بدون إعلال، كما قالوا أطال (بالإعلال) وأطول (بالتّصحيح) ، ويقال: شاعر مجواد أي يجيد كثيرا، واستجدت الشّيء: عددته جيّدا، واستجاده طلب جوده، وجاودت الرّجل فجدته أي غلبته بالجود، ويقال جيدت الأرض: سقاها الجود، ومنه الحديث:
«تركت أهل مكّة وقد جيدوا» أي مطروا مطرا جودا، وأجاده: قتله، وجاد بنفسه عند الموت يجود جودا وجئودا، قارب أن يقضي، والعرب تقول: هو يجود بنفسه معناه يسوق بنفسه من قولهم: إنّ فلانا ليجاد إلى فلان أي يساق إليه، وفي الحديث فإذا ابنه إبراهيم عليه السّلام- يجود بنفسه أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله يجود به، قال: والجود الكرم يريد أنّه كان في النّزع، وسياق الموت، والجوديّ موضع، وقيل: جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه