للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[النجوى]

[النجوى لغة:]

اسم مصدر من قولهم تناجى فلان وفلان إذا تسارّا، وقيل: هي مصدر من قولهم نجوت الشّيء أنجوه إذا خلّصته، وهي مأخوذة من مادّة (ن ج و) الّتي تدلّ على السّتر والإخفاء، ومن هذا المعنى قيل: النّجو والنّجوى: السرّ بين اثنين، يقال:

ناجيته، وتناجوا وانتجوا، وهو نجيّ فلان والجمع أنجية، وانتجيته: اختصصته بمناجاتي «١» ، وقال الرّاغب: أصل النّجاء: الانفصال من الشّيء، والنّجو والنّجاة المكان المرتفع المنفصل عمّا حوله، وأصل المناجاة: أن تخلو (بمن تناجيه) في نجوة (مكان مرتفع) من الأرض، وقيل: أصله من النّجاة وهو أن تعاونه على ما فيه خلاصه، وقيل: المراد أن تنجو بسرّك أن يطّلع عليه غيركما، والنّجوى أصله المصدر كما في قوله تعالى: إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ (المجادلة/ ١٠) وقد يوصف به فيقال: هم نجوى، وهما نجوى (يستوي فيه المثنّى والجمع) . وكذلك النّجيّ بمعنى المناجى، أي الّذي تسارّه يقال للواحد والجمع، وانتجيت فلانا: استخلصته لسرّي «٢» والنّجوى في قوله تعالى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ (النساء/

١١٤) جمع المتناجين خرج مخرج السّكرى والجرحى، قال الطّبريّ: هذا أظهر معانيه، وقال القرطبيّ: أراد ما تفاوض به بنو أبيرق من التّدبير وذكروه للنّبيّ صلى الله عليه وسلّم «٣» ، أمّا قوله- عزّ وجلّ-: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى (الإسراء/ ٤٧) ، فالمراد بالنّجوى المتناجون في أمره وكانت نجواهم قولهم: إنّه ساحر وإنّه يأتي بأساطير الأوّلين، وقيل نزلت حين دعا عتبة أشراف قريش إلى طعام صنعه لهم، فدخل عليهم النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الله فتناجوا (أي تسارّوا)

يقولون:

ساحر ومجنون، وقال الزّجّاج: المعنى في وَإِذْ هُمْ نَجْوى أي ذو نجوى أي سرار «٤» ، وقال الجوهريّ:

جعلهم هم النّجوى وإنّما النّجوى فعلهم، كما تقول:

قوم رضا، والنّجوى والنّجيّ كلاهما يكون اسما ومصدرا والنّجوة والنّجاء: المكان المرتفع الّذي تظنّ أنّه نجاؤك لا يعلوه السّيل، والنّجو السّرّ بين الاثنين يقال: نجوته نجوا إذا ساررته وكذلك ناجيته «٥» .

وقال ابن منظور: والنّجوى والنّجيّ: السّرّ.

والنّجو: السّرّ بين اثنين، يقال: نجوته نجوا: أي ساررته. وكذلك ناجيته، والاسم النّجوى، وناجى


(١) مقاييس اللغة (٥/ ٣٩٨) .
(٢) المفردات للراغب (٤٨٣/ ٤٨٤) .
(٣) تفسير الطبري (٥/ ٢٧٦) ، والقرطبي (٥/ ١١٤) .
(٤) انظر تفسير القرطبي (١٠/ ١٧٦، ١١/ ١٤٤) .
(٥) الصحاح (٦/ ٢٥٠٣) .