للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الإيثار)]

١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «أنا أولى النّاس بالمؤمنين في كتاب الله- عزّ وجلّ-، فأيّكم ما ترك دينا أو ضيعة فادعوني فأنا وليّه.

وأيّكم ما ترك مالا فليؤثر بماله عصبته من كان» ) * «١» .

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلّا الماء. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من يضمّ- أو يضيف- هذا؟ «٢» » فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني. فقال: هيّئي طعامك وأصبحي سراجك «٣» ونوّمي صبيانك «٤» إذا أرادوا عشاء، فهيّأت طعامها وأصبحت سراجها ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنّهما يأكلان فباتا طاويين فلمّا أصبح غدا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «ضحك الله اللّيلة- أو عجب من فعالكما- فأنزل الله وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ «٥» وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ) * «٦» .

٣-* (عن ابن أسيد الأنصاريّ- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خير دور الأنصار دار بني النّجّار، ودار بني عبد الأشهل، ودار بني الحارث بن الخزرج، ودار بني ساعدة، والله لو كنت مؤثرا بها أحدا لآثرت بها عشيرتي» ) * «٧» .

[الأحاديث الواردة في (الإيثار) معنى]

٤-* (عن المقداد- رضي الله عنه- قال:

أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد «٨» . فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فليس أحد منهم يقبلنا. فأتينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فانطلق بنا إلى أهله. فإذا ثلاثة أعنز فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

«احتلبوا هذا اللّبن بيننا» قال: فكنّا نحتلب فيشرب كلّ إنسان منّا نصيبه، ونرفع للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نصيبه قال:

فيجيء من اللّيل فيسلّم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان. قال ثمّ يأتي المسجد فيصلّي ثمّ يأتي شرابه فيشرب. فأتاني الشّيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي.

فقال: محمّد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم.

ما به حاجة إلى هذه الجرعة «٩» فأتيتها فشربتها. فلمّا


(١) مسلم (١٦١٩) .
(٢) من يضم- أو يضيف هذا- أي من يؤوي هذا فيضيفه و «أو» للشك من الراوي.
(٣) أصبحي سراجك: أوقديه.
(٤) نومي صبيانك: علليهم بشيء.
(٥) الخصاصة: الفاقة.
(٦) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٩٨) واللفظ له، ومسلم (٢٠٥٤) .
(٧) مسلم (٢٥١١) .
(٨) الجهد: الجوع والمشقة.
(٩) الجرعة: يجوز فتح الجيم وضمها.