للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الخشية)]

١-* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعطى رهطا «١» ، وسعد جالس فيهم. قال سعد: فترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منهم من لم يعطه. وهو أعجبهم إليّ «٢» فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان؟ فو الله إنّي لأراه مؤمنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أو مسلما» . قال: فسكتّ قليلا، ثمّ غلبني ما أعلم منه. فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان؟ فو الله إنّي لأراه مؤمنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أو مسلما» .

قال: فسكتّ قليلا. ثمّ غلبني ما علمت منه. فقلت:

يا رسول الله مالك عن فلان؟ فو الله إنّي لأراه مؤمنا.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أو مسلما. إنّي لأعطي الرّجل وغيره أحبّ إليّ منه. خشية أن يكبّ في النّار على وجهه «٣» » ) * «٤»

٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يستفتيه، وهي تسمع من وراء الباب. فقال: يا رسول الله تدركني الصّلاة وأنا جنب. أفأصوم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «وأنا تدركني الصّلاة وأنا جنب، فأصوم» فقال: لست مثلنا يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر. فقال: «والله إنّي لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتّقي» ) * «٥»

٣-* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى ذات ليلة في المسجد فصلّى بصلاته ناس. ثمّ صلّى من القابلة فكثر النّاس، ثمّ اجتمعوا من اللّيلة الثّالثة أو الرّابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلمّا أصبح، قال: «قد رأيت الّذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلّا أنّي خشيت أن تفرض عليكم، وذلك في رمضان» ) * «٦»

٤-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ رجلا حضره الموت، فلمّا يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا متّ فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا، حتّى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت «٧» فخذوها فاطحنوها، ثمّ انظروا يوما راحا «٨» فاذروه في اليمّ، ففعلوا. فجمعه الله فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر الله له» ) * «٩»


(١) رهطا: أي جماعة، وأصله الجماعة دون العشرة.
(٢) وهو أعجبهم إليّ: أي أفضلهم عندي.
(٣) معناه أني أعطي أناسا مؤلفة في إيمانهم، لو لم أعطهم كفروا فيكبهم الله في النار، وأترك أقواما هم أحب إلي من الذين أعطيتهم ولا أتركهم لنقص دينهم.
(٤) مسلم (١٥٠) .
(٥) مسلم (١١١٠) .
(٦) البخاري- الفتح ٣ (١١٢٩) واللفظ له، ومسلم (٧٦١)
(٧) فامتحشت: أي احترقت.
(٨) يوما راحا: أي شديد الريح.
(٩) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٥٢) واللفظ له، ومسلم (٢٧٥٦) .