للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (التوبة)]

١-* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: إنّ رجلا جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله أحدنا يذنب. قال: «يكتب عليه» . قال: ثمّ يستغفر منه ويتوب. قال: «يغفر له ويتاب عليه» . قال: فيعود فيذنب. قال: «فيكتب عليه» . قال: ثمّ يستغفر منه ويتوب. قال: «يغفر له ويتاب عليه، ولا يملّ الله حتّى تملّوا» ) * «١» .

٢-* (عن مروان والمسور بن مخرمة- رضي الله عنهما- قالا: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يردّ إليهم أموالهم وسبيهم.

فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «معي من ترون، وأحبّ الحديث إليّ أصدقه فاختاروا إحدى الطّائفتين، إمّا السّبي وإمّا المال، وقد كنت استأنيت «٢» بكم- وكان أنظرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بضع عشرة ليلة حين قفل «٣» من الطّائف- فلمّا تبيّن لهم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غير رادّ إليهم إلّا إحدى الطّائفتين. قالوا: فإنّا نختار سبينا. فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسلمين: فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال: «أمّا بعد فإنّ إخوانكم قد جاءوا تائبين، وإنّي قد رأيت أن أردّ إليهم سبيهم فمن أحبّ منكم أن يطيّب ذلك فليفعل، ومن أحبّ منكم أن يكون على حظّه حتّى نعطيه إيّاه من أوّل ما يفيء الله علينا فليفعل» . فقال النّاس: قد طيّبنا ذلك يا رسول الله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممّن لم يأذن، فارجعوا حتّى يرفع إلينا عرفاؤكم «٤» أمركم» . فرجع النّاس فكلّمهم عرفاؤهم، ثمّ رجعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبروه أنّهم قد طيّبوا وأذنوا) * «٥» .

٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيه حتّى تعلو قلبه وهو الرّان «٦» الّذي ذكر الله كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (المطففين/ ١٤) » ) * «٧» .

٤-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله- عزّ وجلّ- يبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، حتّى تطلع الشّمس من مغربها» ) * «٨» .


(١) قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٠٠) : رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
(٢) استأنيت: تأخرت.
(٣) قفل: رجع.
(٤) العرفاء: جمع عريف والعريف هو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يتولى أمورهم ويتعرف أحوالهم.
(٥) البخاري- الفتح ٧ (٤٣١٨- ٤٣١٩) .
(٦) الران: الطبع والختم.
(٧) الترمذي (٣٣٣٤) وقال: حديث حسن صحيح واللفظ له. وابن ماجة (٤٢٤٤) . والحاكم (٢/ ٥١٧) من حديث أبي هريرة، وقال: صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي.
(٨) مسلم (٢٧٥٩) .