للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف السين]

[السحر]

[السحر لغة:]

مصدر قولهم: سحره يسحره أي خدعه، وهو مأخوذ من مادّة «سحر» الّتي تدلّ على أصول ثلاثة، يقول ابن فارس: السّين والحاء والرّاء أصول ثلاثة متباينة: أحدها عضو من الأعضاء، والآخر خدع وشبهه، والثّالث: وقت من الأوقات.

فالعضو: السّحر، وهو ما لصق بالحلقوم والمريء من أعلى البطن. وأمّا الثّاني فالسّحر، قال قوم: هو إخراج الباطل فى صورة الحقّ، ويقال، هو الخديعة ... وأمّا الوقت فالسّحر والسّحرة وهو قبل الصّبح، وجمع السّحر أسحار.

ويقال سحره إذا خدعه، وكذلك إذا علّله، والتّسحير مثله، وقوله تعالى: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (الشعراء/ ١٥٣) يقال: المسحّر: الّذي خلق ذا سحر. ويقال: من المعلّلين، والسّحر: عمل تقرّب فيه إلى الشّيطان، وبمعونة منه، كلّ ذلك الأمر كينونة للسّحر، ومن السّحر الأخذة الّتي تأخذ العين حتّى يظنّ أنّ الأمر، كما يرى، وليس الأمر على ما يرى وكلّ ما لطف مأخذه ودقّ فهو سحر، والجمع أسحار وسحور. وأصل السّحر صرف الشّيء عن حقيقته إلى

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٣٠/ ١٢/ ٨

غيره فكأنّ السّاحر- لمّا أرى الباطل في صورة الحقّ وخيّل الشّيء على غير حقيقته- قد سحر الشّيء عن وجهه أي صرفه. والعرب إنّما سمّت السّحر سحرا لأنّه يزيل الصّحّة إلى المرض، وإنّما يقال سحره أي أزاله عن البغض إلى الحبّ، وقال الكميت:

وقاد إليها الحبّ فانقاد صعبه ... بحبّ من السّحر الحلال التّحبّب

ورجل ساحر من قوم سحرة وسحّار، وسحّار من قوم سحّارين.

والسّحر البيان في فطنة، وقد جاء في الحديث «إنّ من البيان لسحرا» قال ابن الأثير: أي منه ما يصرف قلوب السّامعين، وإن كان غير حقّ، وقيل:

معناه أنّ من البيان ما يكسب من الإثم، ما يكتسبه السّاحر بسحره، فيكون في معرض الذّمّ، ويجوز أن يكون في معرض المدح؛ لأنّه تستمال به القلوب، ويرضى به السّاخط، ويستنزل به الصّعب والسّحر:

الفساد. وطعام مسحور، إذا أفسد عمله، وأرض مسحورة: أصابها من المطر أكثر ممّا ينبغى، فأفسدها.

وغيث ذو سحر، إذا كان ماؤه أكثر ممّا ينبغي وسحر المطر الطّين والتّراب سحرا، أفسده فلم يصلح للعمل.