الشّفاعة مصدر قولهم شفع يشفع وهو مأخوذ من مادّة (ش ف ع) الّتي تدلّ على مقارنة الشّيئين، من ذلك الشّفع خلاف الوتر، تقول: كان فردا فشفعته، قال جلّ ثناؤه وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (الفجر/ ٣) ، قال أهل التّفسير: الوتر الله تعالى، والشّفع: الخلق، وشفع فلان لفلان إذا جاء ملتمسا مطلبه ومعينا له، والشّفعة في الدّار من هذا؛ لأنّه يشفع بها ماله، وقال الرّاغب:
الشّفع ضمّ الشّيء إلى مثله، ومن ذلك: الشّفعة الّتي هي طلب مبيع في شركته بما بيع به ليضمّه إلى ملكه، والشّفعة: الزّيادة، وهي أن يشفّعك فيما تطلب حتّى تضمّه إلى ما عندك فتزيده وتشفعه بها، أي تزيده بها أي إنّه كان وترا، فضمّ إليه ما زاده وشفعه به. وقد كان الرّجل في الجاهليّة إذا أراد بيع منزل أتاه رجل فشفع إليه فيما باع فشفّعه وجعله أولى بالمبيع ممّن بعد فبسببه سمّيت شفعة. وشفع: أيضا طلب، وتقول:
شفع لي يشفع شفاعة وتشفّع. والشّفيع: الشّافع.
والجمع شفعاء، واستشفع بفلان على فلان، وتشفّع له إليه فشفّعه فيه. وقال الفارسيّ: استشفعه طلب منه الشّفاعة، أي قال له: كن لي شافعا، واستشفعته إلى
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
١٦/ ٤٠/ ١١
فلان أي سألته أن يشفع لي إليه. وفي التّنزيل: مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها (النساء/ ٨٥) . أي من انضمّ إلى غيره وعاونه وصار شفعا له، أو شفيعا في فعل الخير والشّرّ فعاونه وقوّاه شاركه في نفعه وضرّه، وقيل الشّفاعة هاهنا أن يشرع الإنسان للآخر طريق خير أو شرّ فيقتدي به فيصير كأنّه شفع له، وقول الله عزّ وجلّ- ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ (يونس/ ٣) أي يدبّر الأمر وحده لا ثاني له في فصل الأمر إلّا أن يأذن للمدبّرات والمقسّمات من الملائكة فيفعلون ما يفعلونه بعد إذنه. وتقول: شفعت في الأمر شفعاء وشفاعة: طالبت بوسيلة وذمام.
والشّفاعة: الدّعاء، والشّفاعة: كلام الشّفيع للملك في حاجة يسألها لغيره. والشّافع: الطّالب لغيره، يتشفّع به إلى المطلوب، يقال: تشفّعت بفلان إلى فلان فشفّعني فيه. وتشفّعت إليه في فلان فشفّعني فيه تشفيعا. والمشفّع: الّذي يقبل الشّفاعة، والمشفّع الّذي تقبل شفاعته. واستشفعت بفلان فشفع لي، وشفّعه: