للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن قدامة: هي الإتيان بما يخرج عن الإسلام إمّا نطقا أو اعتقادا أو شكّا ينقل عن الإسلام.

أمّا المرتدّ فهو الرّاجع عن دين الإسلام «١» .

وقال في الإقناع (المرتدّ) : هو الّذي يكفر بعد إسلامه نطقا أو اعتقادا أو شكّا أو فعلا، ولو كان هازلا «٢» .

[أقسام الردة:]

قال عزّ الدّين بليق: قد قسّم بعض العلماء الرّدّة إلى أقسام أربعة: وهي ردّة في الاعتقاد، وردّة في الأقوال، وردّة في الأفعال، وردّة في التّرك. قال: ومن نافلة القول أنّ هذه الأقسام قد تتداخل، فمن اعتقد شيئا فقد يعبّر عنه بلسانه أو بعمل من أعماله وبذلك تتداخل هذه الأقسام «٣» .

[حكم المرتد:]

قال ابن قدامة: من ارتدّ عن الإسلام من الرّجال والنّساء وكان بالغا عاقلا دعي إليه ثلاثة أيّام، وضيّق عليه، فإن رجع (فبها ونعمت) وإلّا قتل «٤» .

موقف أبي بكر- رضي الله عنه- من المرتدين:

لقد كان موقف أبي بكر الصّدّيق- رضي الله عنه- من المرتدّين هو التّطبيق العمليّ لتنفيذ حكم الله فيهم، يقول الطّبريّ: عقد أبو بكر أحد عشر لواء، عقد لخالد بن الوليد وأمره بطليحة بن خويلد (المرتدّ الكذّاب) ، فإذا فرغ سار إلى مالك بن نويرة. ولعكرمة ابن أبي جهل وأمره بمسيلمة (الكذّاب) ، وللمهاجر ابن أميّة «٥» وأمره بجنود العنسيّ (من المرتدّين في اليمن) «٦» .

وقد كتب إليهم مع القادة المسلمين كتابا جاء فيه: «قد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقرّ بالإسلام وعمل به، اغترارا بالله تعالى، وجهالة بأمره، وإجابة للشّيطان ... ، وإنّي بعثت إليكم فلانا في جيش من المهاجرين والأنصار والتّابعين لهم بإحسان وأمرته ألّا يقاتل أحدا ولا يقتله حتّى يدعوه إلى داعية الله، فمن استجاب له وأقرّ وكفّ وعمل صالحا، قبل منه ذلك وأعانه عليه، ومن أبى أمرت أن يقاتله على ذلك، ثمّ لا يبقي على أحد منهم قدر عليه، وأن يحرقهم بالنّار ويقتلهم كلّ قتلة، وأن يسبي النّساء والذّراريّ ولا يقبل من أحد إلّا الإسلام، فمن اتّبعه فهو خير له، ومن تركه فلن يعجز الله، وقد أمرت رسولي أن يقرأ كتابي في كلّ مجمع لكم، والدّاعية الأذان، فإذا أذّن المسلمون فأذّنوا كفّوا عنهم، وإن لم يؤذّنوا عاجلوهم، وإن أذّنوا اسألوهم ما عليهم، فإن أبوا عاجلوهم وإن أقرّوا قبل منهم «٧» .


(١) معجم المغنى في الفقه الحنبلي (٣٦٨) .
(٢) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (٥/ ٨٥٣) .
(٣) منهاج الصالحين من أحاديث وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين (١٠٢) .
(٤) المغني لابن قدامة (١٠/ ٧٤) .
(٥) انظر في أسماء بقية قادة المسلمين، وفي الجهات التي وجهوا إليها، وأسماء زعماء الردة في جزيرة العرب، تاريخ الطبري (٣/ ٢٤٨) وما بعدها.
(٦) كان الأسود العنسي قد تكهن وادعى النبوة وتبعته قبيلة عنس، انظر فتوح البلدان (١٠٩) .
(٧) انظر نص كتاب أبي بكر- رضي الله عنه- كاملا في المرجع السابق (٣/ ٢٥٠) وما بعدها.