[التسبيح في القرآن الكريم:]
قال صاحب البصائر: التّسبيح ورد في القرآن على نحو من ثلاثين وجها، منها للملائكة، ومنها لنبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ومنها لغيره من الأنبياء، ومنها للحيوانات والجمادات، ومنها للمؤمنين خاصّة، ومنها لجميع الموجودات.
أمّا الّتي للملائكة: فدعوى جبريل عليه السّلام في وصف العبادة: وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (الصافات/ ١٦٦) .
الثّاني: دعوى الملائكة في حال الخصومة:
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (البقرة/ ٣٠) .
الثّالث: تسبيحهم الدّائم من غير سامة:
يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (فصلت/ ٣٨) .
الرّابع: تسبيحهم المعرّى عن الكذب:
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (الأنبياء/ ٢٠) .
الخامس: تسبيحهم المقترن بالسّجدة:
وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (الأعراف/ ٢٠٦) .
السّادس: تسبيحهم مقترنا بتسبيح الرّعد على سبيل السّياسة والهيبة: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ (الرعد/ ١٣) .
السّابع: أنّ حملة العرش والكرسيّ في حال الطّواف بالعرش والكرسيّ مستغرقون في التّسبيح والاستغفار: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا (غافر/ ٧) ، وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ (الزمر/ ٧٥) .
وأمّا الّتي لنبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم: فالأوّل: تسبيح مقترن بسجدة اليقين، والعبادة: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (الحجر/ ٩٨، ٩٩) .
الثّاني: تسبيح في طرفي النّهار، مقترن بالاستغفار من الزّلّة: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (غافر/ ٥٥) .
الثّالث: تسبيح في بطون الدّياجر والخلوة: وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (الإنسان/ ٢٦) .
الرّابع: تسبيح في الابتداء، والانتهاء، حال العبادة: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ* وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (الطور/ ٤٨، ٤٩) .
الخامس: تسبيح مقترن بالطّلوع، والغروب لأجل الشّهادة: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها (طه/ ١٣٠) ، وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (ق/ ٤٠) .
السّادس: تسبيح دائم لأجل الرّضا والكرامة:
فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (طه/ ١٣٠) .
السّابع: تسبيح لطلب المغفرة: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ (النصر/ ٣) .
وأمّا الّتي للأنبياء فالأوّل لزكريّا علامة على ولادة يحيى: قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً إلى قوله:
وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (آل عمران/ ٤١) .
الثّاني: في وصيّته لقومه محافظة على وظيفة التّسبيح:
فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (مريم/ ١١) .