للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الغضب]

[الغضب لغة:]

الغضب نقيض الرّضا، وهو مصدر غضب يغضب غضبا، يقول ابن فارس: الغين والضّاد والباء أصل صحيح يدلّ على شدّة وقوّة. يقال: إنّ الغضبة:

الصّخرة الصّلبة. قالوا: ومنه اشتقّ الغضب، لأنّه اشتداد السّخط.

وغضب عليه غضبا، ومغضبة، وأغضبته أنا فتغضّب، ورجل غضبان وامرأة غضبى ولغة بني أسد غضبانة وملآنة وأشباههما، وقوم غضبى وغضابى، مثل سكرى وسكارى.

وغضب من لا شيء، أي من غير شيء يوجبه، وتغضّب عليه مثل غضب.

وقال ابن منظور: يقال: غضب له: أي غضب على غيره من أجله وذلك إذا كان حيّا، فإن كان ميّتا قلت: غضب به (أي بسببه) .

وقال ابن عرفة: الغضب من المخلوقين، شيء يداخل قلوبهم ومنه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحقّ، والمحمود ما كان في جانب الدّين والحقّ، وأمّا غضب الله تعالى فهو من صفات الأفعال لله- عزّ

وجلّ- حقيقة على ما يليق بجلاله، وأمّا لازم الغضب فهو إنكاره على من عصاه ومعاقبته إيّاه، (والوصف من ذلك) : غضب وغضوب، وغضبان أي يغضب سريعا، وغاضبت الرّجل أغضبته وأغضبني، وغاضبه: راغمه وفي التّنزيل العزيز: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً (الأنبياء/ ٨٧) قيل مغاضبا لربّه، وقيل: مغاضبا لقومه، قال ابن سيده: والأوّل أصحّ لأنّ العقوبة لم تحلّ به إلّا لمغاضبته ربّه، وقيل المعنى:

ذهب مراغما لقومه، وقال القرطبيّ: المعنى مغاضبا من أجل ربّه كما تقول: غضبت لك أي من أجلك، والمؤمن يغضب لله تعالى إذا عصي، وروى عن الأخفش أنّه خرج مغاضبا للملك الّذي كان على قومه «١» ، وقولهم امرأة غضوب أي عبوس، والغضوب أيضا الحيّة الخبيثة، وغضب بصر فلان، إذا انتفخ من داء يصيبه يقال له: الغضاب والغضاب، والغضبة:

الصّخرة الصّلبه المركّبة في الجبل، المخالفة له، وقيل الأكمة، وقيل: الصّخرة الرّقيقة، وغضبى اسم للمائة من الإبل «٢» .


(١) في الآية تفسيرات أخرى عديدة. انظر: تفسير القرطبي (١١/ ٢١٨، ٢١٩) .
(٢) انظر مقاييس اللغة لابن فارس (٤/ ٤٢٨) ، والصحاح (١/ ١٩٤) ، لسان العرب (٥/ ٣٢٦٢- ٣٢٦٤) ، المصباح المنير (٤٤٨) .