للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حمراء الشّدق قد أبدلك الله- عزّ وجلّ- بها خيرا منها.

قال: «ما أبدلني الله- عزّ وجلّ- خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي النّاس، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس، ورزقني الله- عزّ وجلّ- ولدها إذ حرمني أولاد النّساء» ) * «١» .

٤-* (عن السّائب بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: جيء بي إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة، جاء بي عثمان ابن عفّان وزهير فجعلوا يثنون عليّ فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تعلموني به قد كان صاحبي في الجاهليّة» قال: قال: نعم، يا رسول الله، فنعم الصّاحب كنت. قال: فقال: «يا سائب انظر أخلاقك الّتي كنت تصنعها في الجاهليّة فاجعلها في الإسلام.

اقر الضّيف وأكرم اليتيم وأحسن إلى جارك» ) * «٢» .

٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج «٣» (ثلاثا) غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنّا نكون وراء الإمام. فقال: اقرأ بها في نفسك. فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «قال الله تعالى: قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله ربّ العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال الرّحمن الرّحيم. قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدّين. قال: مجّدني عبدي (وقال مرّة) : فوّض إليّ عبدي. فإذا قال: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل.

فإذا قال: اهدنا الصّراط المستقيم صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» ) * «٤» .

[الأحاديث الواردة في (الثناء) معنى]

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول:

«اللهمّ ربّ السّماوات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم. ربّنا وربّ كلّ شيء. فالق الحبّ والنّوى، ومنزل التّوراة والإنجيل والفرقان. أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته. اللهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيء. وأنت الآخر فليس بعدك شيء. وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء. وأنت الباطن فليس دونك


(١) أحمد (٦/ ١١٧- ١١٨) واللفظ له. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ١٢٦) وقال: إسناده لا بأس به. وذكره الحافظ في الإصابة (٤/ ٢٨٦- ٢٨٧) وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد وهو في الاستيعاب (٤/ ٢٨٦- ٢٨٧) في حاشية الإصابة.
(٢) أحمد (٣/ ٤٢٥) وذكره الحافظ في الإصابة (٢/ ١٠) في ترجمته وقال لعله هو السائب بن أبي السائب وكان شريك النبي صلّى الله عليه وسلّم، روى هذا أبو داود والنسائي وابن أبي شيبة. وقال الهيثمي في المجمع: رواه ابو داود باختصار، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (٨/ ١٩٠) واللفظ في مجمع الزوائد.
(٣) الخداج: النقصان.
(٤) مسلم (٣٩٥) .