للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سأل النّاس، وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش، أو خدوش أو كدوح» قيل: يا رسول الله؛ وما يغنيه؟

قال: «خمسون درهما أو قيمتها من الذّهب» ) * «١» .

٧-* (عن مرداس الأسلميّ- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يذهب الصّالحون الأوّل فالأوّل، ويبقى حفالة كحفالة الشّعير أو التّمر لا يباليهم الله بالة» ) * «٢» .

٨-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» ، فقال قائل: ومن قلّة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن» ، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حبّ الدّنيا وكراهية الموت» ) * «٣» .

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (صغر الهمة)

١-* (سمع عمر- رضي الله عنه- سائلا يسأل بعد المغرب، فقال لواحد من قومه: عشّ الرّجل فعشّاه، ثمّ سمعه ثانيا يسأل فقال: ألم أقل لك عشّ الرّجل، قال: قد عشّيته. فنظر عمر فإذا تحت يده مخلاة مملوءة خبزا، فقال: لست سائلا ولكنّك تاجر، ثمّ أخذ المخلاة ونثرها بين يدي إبل الصّدقة، وضربه بالدّرّة، وقال: لا تعد) * «٤» .

٢-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- أنّه سمع يوم عرفة رجلا يسأل النّاس، فقال: أفي هذا اليوم، وفي هذا المكان تسأل من غير الله؟ فخفقه بالدّرّة) * «٥» .

٣-* (قال شقيق بن إبراهيم بن الأزديّ، البلخيّ: أغلق باب التّوفيق عن الخلق من ستّة أشياء:

اشتغالهم بالنّعمة عن شكرها، ورغبتهم في العلم وتركهم العمل، والمسارعة إلى الذّنب وتأخير التّوبة، والاغترار بصحبة الصّالحين، وترك الاقتداء بفعالهم، وإدبار الدّنيا عنهم وهم يبتغونها، وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.

قلت: وأصل ذلك عدم الرّغبة والرّهبة، وأصله ضعف اليقين، وأصله ضعف البصيرة، وأصله مهانة النّفس ودناءتها واستبدال الّذي هو أدنى بالّذي هو خير. وإلّا فلو كانت النّفس شريفة كبيرة لم ترض


(١) الترمذي (٦٥٠) ، وقال: حديث حسن، أبو داود (١٦٢٦) ، النسائي (٥/ ٩٧) ، وابن ماجة (١٨٤١) .
(٢) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٣٤) .
(٣) أبو داود (٤٢٩٧) ، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣٦١٠) : صحيح وهو في المشكاة (٥٣٦٩) ، وأحمد وسنده قوي.
(٤) إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي (٤/ ٢١١) .
(٥) جامع الأصول لابن الأثير (١٠/ ١٦١) .