للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مبعث النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم:

نسبه صلّى الله عليه وسلّم:

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان «١» .

وأمه آمنة بنت وهب من بني زهرة ويلتقي نسب أمه بنسب أبيه في كلاب بن مرّة «٢» .

قال تعالى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ «٣» .

وأورد البخاري الحديث الصحيح، الذي قال فيه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» «٤» . وقال صلّى الله عليه وسلّم أيضا في حديث آخر:

«بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتّى كنت من القرن الّذي كنت فيه» «٥» .

صفته صلّى الله عليه وسلّم:

كان صلّى الله عليه وسلّم متوسط القامة ليس بالنحيف ولا الجسيم، عريض الصدر، ضخم اليدين والقدمين، مبسوط الكفين ليّنهما، قليل لحم العقبين، يحمل في أعلى كتفه اليسرى خاتم النبّوة وهو شعر مجتمع كالزّرّ. وهو أحسن الناس وجها أبيض اللون بياضا مزهرا، مستدير الوجه مليحه، واسع الفم، طويل شقّ العينين، رجل الشعر، ولم يشب من شعره الأسود إلّا اليسير. وإضافة إلى حسن خلقته وسلامة حواسّه وأعضائه فقد اعتنى بمظهره من النظافة وحسن الهيئة والتطيب بالطيب «٦» .

أما صفاته الخلقية فقد وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ «٧» .

وأكدت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- على أنه: «كان خلقه القرآن» «٨» .

إن دراسة سيرته صلّى الله عليه وسلّم تعكس صور التواضع المقترن بالمهابة، والحياء المقترن بالشجاعة، والكرم الصادق البعيد عن حب الظهور، والأمانة المشهورة بين الناس، والصدق في القول والعمل، والزهد في الدنيا عند إقبالها، وعدم التطلع إليها عند إدبارها، والإخلاص لله في كل ما يصدر عنه، مع فصاحة اللسان وثبات الجنان، وقوة العقل وحسن الفهم، والرحمة للكبير والصغير ولين الجانب، ورقة المشاعر وحب الصفح والعفو عن المسيء، والبعد عن الغلظة والجفاء والقسوة، والصبر في مواطن الشدّة، والجرأة في قول الحق.


(١) البخاري- الصحيح ٤/ ٢٣٨، كتاب الفضائل ١٥/ ٣٦، خليفة بن خياط- الطبقات ص ٣، ابن القيم- زاد المعاد ١/ ٧١.
(٢) البخاري- فتح ١٤/ ٢٢٣٠ (كتاب المناقب) .
(٣) القرآن الكريم- سورة الأنعام، الآية/ ١٢٤.
(٤) البخاري- الصحيح ١٥/ ٢٦.
(٥) المرجع السابق ٦/ ٥٦٦، (فتح الباري ٦/ ٥٧٤) ، وانظر كذلك: البيهقي- دلائل النبوة ١/ ١٧٤- ١٧٥.
(٦) البيهقي- دلائل ١/ ١٧٥.
(٧) القرآن الكريم- سورة القلم، الآية/ ٤.
(٨) مسلم- الصحيح ١/ ٧٤٦.