للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (الغدر) معنى

١٥-* (عن صفوان بن سليم عن عدّة من أبناء أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن آبائهم دنية «١» عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه، أو كلّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة» ) * «٢» .

١٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمّة الله وذمّة رسوله فقد أخفر بذمّة الله فلا يرح رائحة الجنّة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا» ) * «٣» .

١٧-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ رهطا من عكل ثمانية قدموا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاجتووا المدينة «٤» فقالوا يا رسول الله: أبغنا رسلا. قال: «ما أجد لكم إلّا أن تلحقوا بالذّود «٥» . فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتّى صحّوا وسمنوا، وقتلوا الرّاعي، واستاقوا الذّود، وكفروا بعد إسلامهم. فأتى الصّريخ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فبعث الطّلب فما ترجّل النّهار حتّى أتي بهم فقطّع أيديهم وأرجلهم، ثمّ أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرّة «٦» يستسقون فما يسقون حتّى ماتوا» . قال أبو قلابة: قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم وعاثوا في الأرض فسادا) * «٧» .

١٨-* (عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ كفّار قريش كتبوا إلى ابن أبيّ ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس، والخزرج- ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ بالمدينة- قبل وقعة بدر-: إنّكم آويتم صاحبنا، وإنّا نقسم بالله لتقاتلنّه أو لتخرجنه أو لنسيرنّ إليكم بأجمعنا حتّى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم فلمّا بلغ ذلك عبد الله بن أبيّ ومن كان معه من عبدة الأوثان، اجتمعوا لقتال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فلمّا بلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقيهم فقال: «لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ. ما كانت تكيدكم بأكثر ممّا تريدون أن تكيدوا به أنفسكم. تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم؟» .

فلمّا سمعوا ذلك من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تفرّقوا. فبلغ ذلك كفّار قريش، فكتبت كفّار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود: إنّكم أهل الحلقة «٨» والحصون، وإنّكم لتقاتلنّ صاحبنا، أو لنفعلنّ كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء- وهي الخلاخيل- فلمّا بلغ كتابهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أجمعت بنو النّضير بالغدر، فأرسلوا


(١) دنية: أي عن أقرب والد لهم وهو الأب.
(٢) أبو داود (٣٠٥٢) واللفظ له. وقال الألباني (٢٦٢٦) : صحيح، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٥/ ١٨٥)
(٣) الترمذي (١٤٠٣) وقال: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وعند أبي داود والنسائي من حديث أبي بكرة نحوه، وعند البخاري في الجهاد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. وهذا لفظ الترمذي.
(٤) اجتووا المدينة: استوخموها، أي لم توافقهم وكرهوها لسقم أصابهم.
(٥) الذود: من ثلاثة إلى عشرة من الإبل.
(٦) الحرة: هي أرض ذات حجارة سود معروفة بالمدينة.
(٧) البخاري- الفتح ٦ (٣٠١٨) واللفظ له، مسلم (١٦٧١) .
(٨) الحلقة: الدروع، وقد يراد بها السلاح مطلقا.