للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٠-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: خسفت «١» الشّمس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي. فأطال القيام جدّا، ثمّ ركع فأطال الرّكوع جدّا، ثمّ رفع رأسه فأطال القيام جدّا، وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع فأطال الرّكوع جدّا، وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ سجد، ثمّ قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع فأطال الرّكوع، وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع رأسه فقام، فأطال القيام، وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع فأطال الرّكوع، وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ سجد. ثمّ انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد تجلّت الشّمس، فخطب النّاس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال: «إنّ الشّمس والقمر من آيات الله وإنّهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فكبّروا وادعوا الله وصلّوا وتصدّقوا. يا أمّة محمّد! إن من أحد أغير من الله «٢» أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمّة محمّد، والله لو تعلمون ما أعلم «٣» لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا. ألا هل بلّغت؟» ) * «٤» .

٢١-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: صلّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلة فلم يزل قائما حتّى هممت بأمر سوء، قلنا: وما هممت؟ قال:

هممت أن أقعد وأذر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم» ) * «٥» .

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الطمأنينة)]

١-* (قال مالك بن أنس- رحمه الله-: «حقّ على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية. والعلم حسن لمن رزق خيره» ) * «٦» .

٢-* (قال بشير «٧» بن كعب: «مكتوب في الحكمة: إنّ من الحياء وقارا، وإنّ من الحياء سكينة» ) * «٨» .

٣-* (عن قتادة في قوله تعالى وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ (الرعد/ ٢٨) . قال: هشّت إليه واستأنست به»

وقال السّدّيّ في قوله تعالى أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد/ ٢٨) : تسكن القلوب» ) * «٩» .

٤-* (عن مجاهد في قوله تعالى: يا أَيَّتُهَا


(١) خسفت الشمس: يقال كسفت الشمس والقمر، وخسفا. وذهب جمهور أهل اللغة على أن الكسوف والخسوف يكون لذهاب ضوئهما كله ويكون لذهاب بعضه.
(٢) إن من أحد أغير من الله: إن نافية بمعنى ما. والمعنى أنه ليس أحد أغير من المعاصي من الله تعالى. ولا أشد كراهية لها منه سبحانه.
(٣) لو تعلمون ما أعلم: أي لو تعلمون من شدة عقاب الله تعالى وانتقامه من أهل الجرائم، وأهوال القيامة وما بعدها، كما علمت لبكيتم كثيرا ولقل ضحككم، لفكركم وخوفكم مما علمتموه.
(٤) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٣١) . ومسلم (٩٠١) واللفظ له.
(٥) البخاري- الفتح ٣ (١١٣٥) واللفظ له. ومسلم (٧٧٢) .
(٦) حلية الأولياء لأبي نعيم (٦/ ٣٢٠) .
(٧) كما في «التقريب» لابن حجر.
(٨) البخاري- الفتح ١٠ (٦١١٧) .
(٩) الدر المنثور (٤/ ٦٤٢) .