للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما علمت على أهلي إلّا خيرا. ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلّا خيرا. وما كان يدخل على أهلي إلّا معي» . فقام سعد ابن معاذ الأنصاريّ فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله، إن كان من الأوس ضربنا عنقه. وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك ... الحديث) * «١» .

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاعتذار)]

١-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: رحم الله المعذّرين ولعن الله المعذّرين) * «٢» .

٢-* (قال ابن مسعود- رضي الله عنه- يعرض النّاس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأمّا عرضتان، فجدال ومعاذير، وأمّا العرضة الثّالثة فعند ذلك تطير الصّحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله) * «٣» .

٣-* (عن الحسن بن عليّ- رضي الله عنهما- قال معتذرا: يا هذا- لرجل سأله- حقّ سؤالك إيّاي يعظم لديّ، ومعرفتي بما يجب لك تكبر عليّ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت عنّي مؤنة الاحتمال والاهتمام لما أتكلّفه من واجب حقّك فعلت، فقال:- يا ابن رسول الله- أقبل وأشكر العطيّة، وأعذر على المنع، فدعا الحسن بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتّى استقصاها، فقال: هات الفضل من الثّلثمائة ألف درهم، فأحضر خمسين ألفا قال: فما فعلت بالخمسمائة دينار؟ قال: هي عندي. قال: أحضرها، فأحضرها، فدفع الدّنانير والدّراهم إلى الرّجل، قال: هات من يحملها لك، فأتاه بحمّالين فدفع إليه الحسن رداءه لكراء الحمّالين، فقال له مواليه: والله ما عندنا درهم! فقال: أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم» ) * «٤» .

٤-* (اعتذر رجل إلى إبراهيم النّخعيّ رحمه الله تعالى، فقال له: «قد عذرتك غير معتذر، إنّ المعاذير يشوبها الكذب» ) * «٥» .

٥-* (قدّم إلى الحجّاج أسرى ليقتلوا فقدّم رجل ليضرب عنقه فقال: «والله لئن كنّا أسأنا في الذّنب لما أحسنت في العقوبة» فقال الحجّاج: «أفّ لهذه الجيف أما كان فيها أحد يحسن مثل هذا؟

وأمسك عن القتل» ) * «٦» .

٦-* (اعتذر رجل إلى سليمان بن وهب


(١) البخاري- الفتح ٧ (٤١٤١) ، مسلم (٢٧٧٠) واللفظ له.
(٢) بصائر ذوي التمييز (٤/ ٣٦) .
(٣) قال الحافظ ابن حجر: لا يصح رفعه كما قال الترمذي (٢٤٢٥) وصح وقفه على ابن مسعود كما عند البيهقي في البعث. ذكر ذلك محقق جامع الأصول (١٠/ ٤٥٥) .
(٤) الإحياء (٣/ ٢٤٨) .
(٥) الصحاح (٢/ ٧٣٧) .
(٦) الآداب الشرعية (١/ ٣٥٠- ٣٥١) .