للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما تقوم على مبدأ العدل والمساواة: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ «١» .

على اعتبار أن لكل من الرجل والمرأة وظيفة في الأسرة، كما أن الأسرة تقوم على مبدأ المعاشرة بالمعروف:

وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ «٢» .

وفي مثل هذا الجو الأليف الودود تقوم عملية التربية للأبناء وسط جو من ضمان حقوقهم، ووسط الشعور بالمسئولية التامة عن هذه التربية التي أكدها الشارع الحكيم، فالأسرة قائمة على قيم ومن أجل قيم، يقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» «٣» .

[ولا بد من التنويه بأمرين هامين في هذا المجال يؤثران تأثيرا واضحا في مسئولية الأسرة عن تنمية القيم الخلقية،]

وهما:

[الأمر الأول: إن مسئولية الأسرة متكاملة تجاه الأطفال وتربيتهم،]

ذلك أن تنمية القيم لا يأتي وحده، بل في إطار إشباع الحاجات التي يحتاجها الطفل، جسمية وعقلية وخلقية وجمالية ونفسية وعقدية واجتماعية، ومعلوم أن القيم تتخلل كافة هذه الحاجات، ومعنى العناية بهذه الحاجات وإشباعها الاهتمام الشامل بتنمية هذه الجوانب على أساس قيمي.

وتشير السنة المطهرة إلى ذلك، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها» «٤» .

فحاجات الطفل المتعددة وإشباعها هي الأساس في تنمية القيم لديه، فالحاجات الجسمية، توفرها الأسرة، من أكل وشرب وملبس ومسكن وعناية بالجوانب الصحية وغير ذلك، وعن طريقها يتعلم الطفل الضبط وغير ذلك، فهي المدخل الأساسي لتكوين نواة الالتزام، وكذا الحاجات العقلية والخلقية، ويحتاج الطفل إلى


(١) سورة البقرة: ٢٢٨.
(٢) سورة النساء: ١٩.
(٣) صحيح متفق عليه، راجع: البغوي، مصابيح السنة، مرجع سابق، ج ٣، ص ١٢، حديث رقم ٢٧٧٦. وراجع صفة المسئولية من صفات الموسوعة.
(٤) صحيح متفق عليه، راجع: المرجع السابق، ج ١، ص ١٣٦، حديث رقم ٦٩. والجمعاء: السليمة من العيوب فمجتمعة الأعضاء كاملها لا جدع بها ولا كي (ابن الأثير في النهاية: ١/ ٢٩٦) .