للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف الدال]

[الدعاء]

[الدعاء لغة:]

مأخوذ من مادّة (د ع و) الّتي تدلّ في الأصل على إمالة الشّيء إليك بصوت وكلام يكون منك، ومن هذا الأصل الدّعاء في معنى الرّغبة إلى الله عزّ وجلّ، وهو واحد الأدعية، والفعل من ذلك دعا يدعو، والمصدر الدّعاء والدّعوى، أمّا الدّعوة فهي المرّة الواحدة من الدّعاء، ومنه الحديث الشّريف «فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم أي تحوطهم وتكنفهم وتحفظهم، ويستعمل الدّعاء أيضا بمعنى النّداء، يقال من ذلك دعا الرّجل الرّجل دعوا ودعاء: ناداه، ودعوت فلانا أي صحت به واستدعيته كذلك، ويقال: دعاه الأمير أي ساقه، وداعيا في قول الله سبحانه: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (الأحزاب/ ٤٦) معناه:

داعيا إلى توحيد الله وما يقرّب منه.

والدّعاة: قوم يدعون إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم داع، ورجل داعية إذا كان يدعو النّاس إلى بدعة أو دين، أدخلت الهاء فيه للمبالغة، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم داعي الله تعالى وكذلك المؤذّن «١» .

وقال الرّاغب: وقد يستعمل الدّعاء في معنى التّسمية كقولك دعوت ابني زيدا أي سمّيته. ويقال:

الآيات الأحاديث الآثار ١١٣ ٩٩ ٢١

دعوت الله إذا سألته وإذا استغثته، ومنه قول الله عزّ وجلّ: قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ (البقرة/ ٦٨) أي سله، أمّا الدّعاء إلى الشّيء فهو الحثّ على قصده، ومنه قوله سبحانه: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ (يونس/ ٢٥) وتأتي الدّعوى في معنى الدّعاء كما في قوله عزّ من قائل: وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (يونس/ ١٠) «٢» ، أمّا الدّعوة فهي المسألة الواحدة وجمعها دعوات، وتطلق أيضا على نفاسة القدر كما في قوله تعالى: لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ (غافر/ ٤٣) «٣» .

[الدعاء اصطلاحا:]

قال الطّيبيّ: هو إظهار غاية التّذلّل والافتقار إلى الله والاستكانة له «٤» ، وقال المناويّ: هو لسان الافتقار بشرح الاضطرار، وقيل: هو شفيع الحاجة ونجحها باللّجاجة، وقيل: هو طلب كشف الغمّة بتطلّع موضع القسمة «٥» .

[الفرق بين الدعاء والنداء:]

قال الرّاغب: الدّعاء مثل النّداء إلّا أنّ النّداء قد يقال ب «يا» أو أيا ونحو ذلك من أدوات النّداء من غير أن يضمّ إليه الاسم، أمّا الدّعاء فلا يكاد يقال إلّا


(١) انظر مقاييس اللغة ٢/ ٢٨٠، ولسان العرب (دعا) ، والصحاح للجوهري ٦/ ٢٣٣٧.
(٢) المفردات للراغب ص ١٧٠.
(٣) فتح الباري ١١/ ٩٤.
(٤) فتح الباري ١١/ ٩٥ وهذا التعريف يتناول دعاء العبادة.
(٥) التوقيف على مهمات التعريف ١٦٦، وهذا التعريف يتناول دعاء المسألة المتضمن لدعاء الثناء والعبادة.