للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[العجلة اصطلاحا:]

قال المناويّ: العجلة: فعل الشّيء قبل وقته اللّائق به «١» .

وقال الرّاغب: العجلة: طلب الشّيء وتحرّيه قبل أوانه، وهو من مقتضى الشّهوة، فلذلك صارت مذمومة فى عامّة القرآن حتّى قيل: «العجلة من الشّيطان» «٢» .

[دوافع العجلة:]

قال الفيروزآباديّ- رحمه الله تعالى-: العجلة من مقتضيات الشّهوة، فلذلك ذمّت في جميع القرآن حتّى قيل: العجلة من الشّيطان، وأمّا قوله تعالى:

وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (طه/ ٨٤) فقد ذكر أنّ عجلته وإن كانت مذمومة فالّذي دعا إليها أمر محمود. وقوله تعالى: وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا (الإسراء/ ١١) وكذلك قوله تعالى: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ (الأنبياء/ ٣٧) فهذا تنبيه وإخبار من الله- عزّ وجلّ- فإنّ ذلك أحد القوى الّتي ركّب عليها.

قال الشّاعر:

لا تعجلنّ فربّما ... عجل الفتى فيما يضرّه

ولربّما كره الفتى ... أمرا عواقبه تسرّه

«٣» .

[حكم العجلة:]

عدّ الإمام ابن حجر: العجلة وترك التثبّت في الأمور من الكبائر، وقد جاء فى الحديث: «العجلة من الشّيطان» لأنّه عندها يروّج شرّه على الإنسان من حيث لا يشعر بخلاف من تمهّل وتروّى عند الإقدام على عمل يريده فإنّه تحصل له بصيرة به ومتى لم تحصل تلك البصيرة فلا ينبغي الاستعجال «٤» .

هذا مع أنّ الإمام الذّهبيّ لم يذكرها في الكبائر «٥» .

[للاستزادة: انظر صفات: الطيش- السفاهة- الحمق- الجهل- اتباع الهوى- التفريط والإفراط.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: التأني- التبين- السكينة- الحلم- النظر والتبصر] .


(١) التوقيف (٢٣٧) .
(٢) المفردات (٣٢٣) .
(٣) بصائر ذوي التمييز (٤/ ٢٣- ٢٤) بتصرف.
(٤) الزواجر (١٠٧) .
(٥) ينظر كتاب الكبائر للذهبي.