للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف التاء]

[التأمل]

/ الآيات/ الأحاديث/ الآثار/

/ ٣٤/ ٣/ ٢١/

[التأمل لغة:]

مصدر تأمّل وهو مأخوذ من مادة (أم ل) الّتي تفيد معنيين:

الأوّل: التّثبّت والانتظار، والثّاني: الحبل من الرّمل ومن المعنى الأوّل قول الخليل: الأمل الرّجاء تقول أمّلته أؤمّله تأميلا، وأملته آمله أملا وإملة على بناء جلسة، وهذا لما فيه من الانتظار.

والتّأمّل: التثبّت في النّظر، قال الشّاعر (زهير) :

تأمّل خليلي هل ترى من ظعائن ... تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم

وقال المرار:

تأمّل ما تقول وكنت قدما ... قطاميّا تأمّله قليل

القطاميّ الصّقر وهو يكتفي بنظرة واحدة «١» .

وقال ابن منظور: (يقال) تأمّلت الشّيء أي نظرت إليه متثبّتا له، وتأمّل الرّجل: تثبّت في الأمر والنّظر «٢» .

التّأمّل اصطلاحا:

هو تدقيق النّظر في الكائنات بغرض الاتّعاظ والتّذكّر، وقال الكفويّ:

التّأمّل هو استعمال الفكر، ونقل عن بعض الأفاضل: أنّ قولهم: تأمّل بلا فاء إشارة إلى الجواب القويّ، وبالفاء إلى الجواب الضّعيف وبالفاء واللام (فليتأمّل) إلى الجواب الأضعف قال: ومعنى «تأمّل» :

أنّ في هذا المحلّ دقّة، ومعنى «فتأمّل» أنّ في هذا المحلّ أمرا زائدا على الدّقة بتفصيل، ومعنى «فليتأمّل» ، هكذا مع زيادة اللّام والفاء، أي تأمّل ما سبق مع زيادة في الدّقّة، بناء على أنّ كثرة الحروف تدلّ على كثرة في المعنى «٣» .

[تأمل القرآن:]

قال ابن القيّم: أمّا التّأمّل في القرآن فهو تحديق ناظر القلب إلى معانيه. وجمع الفكر على تدبّره وتعقّله. وهو المقصود بإنزاله، لا مجرّد تلاوته بلا فهم ولا تدبّر، قال الله تعالى كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (ص/ ٢٩) .

فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبّر القرآن، وإطالة التّأمّل فيه وجمع الفكر على معاني آياته. فإنّها تطلع العبد على معالم الخير والشّرّ بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومال أهلهما،


(١) ومن المعنى الثاني: الأميل وجمعه أمل ومن ذلك ما أنشده ابن الأعرابيّ: وقد تجشّمت أميل الأمل، أي أعظم الأمل. انظر مقاييس اللغة (١/ ١٤٠) .
(٢) لسان العرب (١١/ ٢٧) .
(٣) الكليات (٢/ ٦٠) بتصرف يسير.