للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقايس بين الحسنات والسّيّئات، فتعلم بهذه المقايسة أيّهما أكثر وأرجح قدرا وصفة.

وثانى هذه الأركان: أن تميّز ما للحقّ عليك من وجوب العبوديّة والتزام الطّاعة واجتناب المعصية وبين مالك وما عليك، فالّذي لك هو المباح الشّرعيّ، فعليك حقّ ولك حقّ، فأدّ ما عليك يؤتك مالك.

الثّالث: أن تعرف أنّ كلّ طاعة رضيتها منك فهي عليك، وكلّ معصية عيّرت بها أخاك فهي إليك؛ لأنّ رضاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنّه بنفسه، وجهله بحقوق العبوديّة، وعدم عمله بما يستحقّه الرّبّ- جلّ جلاله- ويليق أن يعامل به «١» .

[للاستزادة: انظر صفات: مجاهدة النفس- التقوى- المراقبة- الورع- الوقاية- الرجولة.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: اتباع الهوى- الإهمال- التفريط والإفراط- الغلول- التهاون] .

[الآيات الواردة في «محاسبة النفس» معنى]

١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨)

وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (١٩)

لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠) «٢»


(١) مدارج السالكين (١/ ١٩٠) بتصرف واختصار.
(٢) الحشر: ١٨- ٢٠ مدنية