مصدر قولهم: أساء يسيء، وهو مأخوذ من مادّة (س وأ) الّتي تدلّ على القبح، تقول من ذلك:
رجل أسوأ، وامرأة سوءاء أي قبيحة وسمّيت السّيّئة سيّئة، وسمّيت النّار سوأى لقبح منظرها، وعبّر عن كلّ ما يقبح بالسّوأى ولذلك قوبل بالحسنى، والسّيّئة الفعلة القبيحة، وهي ضدّ الحسنة وقد تعدّدت معانيها في القرآن الكريم.
وقال الجوهريّ: يقال ساءه سوءا (بالفتح) ، ومساءة ومسائية، نقيض سرّه، والاسم: السّوء (بالضّمّ) ، وقريء: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ (الفتح/ ٦)(بالضّمّ) يعني: الهزيمة والشّرّ، ومن قرأ بالفتح فهو من المساءة، وتقول: هذا رجل سوء بالإضافة، ثمّ تدخل عليه الألف واللّام، فتقول: هذا رجل السّوء.
وأساء إليه نقيض أحسن إليه، ويقال: فلان سيّء الاختيار، وقد يخفّف مثل هيّن وهين، ويقال:
سؤت به ظنّا، وأسأت به الظّنّ، يثبتون الألف (في أسأت) إذا جاءوا بالألف واللّام، وقولهم ما أنكرك من سوء أي لم يكن إنكاري لك من سوء رأيته بك، والسّوأة: العورة، والفاحشة، والسّوأة السّوءاء: الفعلة القبيحة، وسوّأت عليه فعله وما صنع: إذا عبته عليه، وقلت له: أسأت، وقولهم: الخيل تجري على مساويها:
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
١٠٩/ ٤٦/ ١٠
أي أنّها وإن كانت بها أوصاب أو عيوب فإنّ كرمها يحملها على الجري، وتقول من السّوء: استاء الرّجل على وزن افتعل كما تقول: اغتمّ من الغمّ، وفي حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «أنّ رجلا قصّ عليه رؤيا فاستاء لها» ثمّ قال: «خلافة نبوّة ثمّ يؤتي الله الملك من يشاء» استاء مطاوع ساء يقال: استاء فلان بمكان أي ساءه ذلك، قال ابن الأثير ويروى استالها: أي طلب تأويلها بالتّأمّل والنّظر، والسّوأة في الأصل: الفرج، ثمّ نقل إلى كلّ ما يستحيا منه إذا ظهر من قول أو فعل، وفي حديث الحديبية والمغيرة «وهل غسلت سوأتك إلّا أمس» وفي هذا إشارة إلى غدر كان المغيرة فعله مع قوم صحبوه في الجاهليّة فقتلهم وأخذ أموالهم.
وقال ابن منظور: يقال: أسأت به، وإليه، وعليه، وله، وكذلك أحسنت، وساء الشّيء يسوء سوءا، فهو سيّء إذا قبح، ورجل أسوأ: قبيح، والأنثى سوآء: قبيحة، وساءه يسوءه سوءا: فعل به ما يكره.
والسّوء: الفجور والمنكر. ورجل سوء: يعمل عمل سوء، وأساء الرّجل إساءة: خلاف أحسن. وأساء إليه: نقيض أحسن إليه.
قال كثيّر:
أسيئي بنا أو أحسني، لا ملومة ... لدينا، ولا مقليّة إن تقلّت