كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

الأحاديث الواردة في ذم (الفساد) - الأحاديث الواردة في ذم (الفساد) معنى - ج: 11 - ص: 5251

جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشّرف لدينه» ) * «١» .

٢٢-* (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «من خبّب «٢» زوجة امرىء أو مملوكه فليس منّا» ) * «٣» .

٢٣-* (عن جابر- رضي الله عنه- أنّ الطّفيل ابن عمرو الدّوسيّ أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله هل لك في حصن حصين «٤» ومنعة «٥» ؟ (قال حصن كان لدوس في الجاهليّة) فأبى ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للّذي ذخر الله للأنصار. فلمّا هاجر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة هاجر إليه الطّفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه.

فاجتووا المدينة «٦» . فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص «٧» له، فقطع بها براجمه «٨» ، فشخبت يداه «٩» حتّى مات.

فرآه الطّفيل بن عمرو في منامه. فرآه وهيئته حسنة.

ورآه مغطّيا يديه. فقال له: ما صنع بك ربّك؟ فقال:

غفر لي بهجرتي إلى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم. فقال: مالي أراك مغطّيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت.

فقصّها الطّفيل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ وليديه فاغفر» ) * «١٠» .

الأحاديث الواردة في ذمّ (الفساد) معنى

٢٤-* (عن جرير بن عبد الله- رضي الله عنه-: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟ فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فضرب يده على صدري حتّى رأيت أثر يده في صدري، وقال: «اللهمّ ثبّته، واجعله

---

(١) الترمذي (٢٣٧٦) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال محقق جامع الأصول (٣/ ٦٢٨) : وهو حديث صحيح.
(٢) خبب: من التخبيب وهو الخداع للإفساد. من قولهم خبّب فلان غلامي خدعه وأفسده.
(٣) أبو داود (٥١٧٠) واللفظ له وقال الألباني (٣/ ٩٧١) : صحيح وهو في الصحيحة (٣٢٤) ، الهيثمي في المجمع (٥/ ٧٧) بسند آخر وقال: رواه الطبراني في الصغير والكبير. وفيه أبو طيبة يخطيء وبقية رجاله ثقات. ورواه ابن حبان رقم (٥٦٨) وقال شعيب الأرناؤوط في تعليقه على «موارد الظمآن» رقم (١٣١٩) : إسناده قوي.
(٤) هل لك في حصن حصين: قال ابن حجر: يعني أرض دوس
(٥) ومنعة: بفتح النون واسكانها، وهي العزة والامتناع. وقيل: منعة جمع مانع كظلمة وظالم أي جماعة يمنعوك ممن يقصدك بمكروه.
(٦) فاجتووا المدينة: معناه كرهوا المقام بها لضجر ونوع من سقم. قال أبو عبيد والجوهري وغيرهما: اجتويت البلد إذا كرهت المقام به، وإن كنت في نعمة. قال الخطابي: وأصله من الجوى، وهو داء يصيب الجوف.
(٧) مشاقص: جمع مشقص. قال الخليل وابن فارس وغيرهما: هو سهم فيه نصل عريض. وقال آخرون: سهم طويل، ليس بالعريض. وقال الجوهري: المشقص ما طال وعرض. وهذا هو الظاهر هنا لقوله: فقطع بها براجمه. ولا يحصل ذلك إلا بالعريض.
(٨) براجمه: البراجم مفاصل الأصابع، واحدتها برجمة.
(٩) فشخبت يداه: أي سال دمها: وقيل: سال بقوة.
(١٠) مسلم (١١٦) .