للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحج والعمرة]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٦/ ٩٠/ ١٢

[الحج لغة:]

مصدر قولهم حجّ يحجّ هو ومأخوذ من مادّة (ح ج ج) الّتي تدلّ على أربعة معان:

الأول: القصد، وكلّ قصد حجّ، والثّاني: الحجّة وهي السنة، والثّالث: الحجاج- (بفتح الحاء وكسرها) - وهو العظم المستدير حول العين، والرّابع الحجحجة بمعنى النكوص «١» والحجّ المذكور هنا إنّما يرجع إلى المعنى الأوّل وهو القصد أو القصد للزّيارة، يقال: ورجل محجوج أي مقصود، وحجّة يحجّه حجّا:

قصده. وقد حجّ بنو فلان فلانا إذا أطالوا الاختلاف إليه. قال المخبّل السّعديّ:

وأشهد من عوف حلولا كثيرة ... يحجّون سبّ «٢» الزّبرقان المزعفرا

قال ابن السّكّيت: يكثرون الاختلاف إليه. هذا الأصل، ثمّ تعورف استعماله في القصد إلى مكّة للنّسك والحجّ إلى البيت خاصّة. تقول: حججت البيت أحجّه حجّا. إذا قصدته. ورجل حاجّ: وقوم حجّاج، وحجيج، والحجيج جماعة الحاجّ، والحجّ بالكسر:

الاسم، والحجّة: المرّة الواحدة، وهو من الشّواذّ؛ لأنّ القياس بالفتح والحجّة السّنة، والجمع الحجج.

ويقال للرّجل الكثير الحجّ: إنّه لحجّاج.

قال سيبويه: وقالوا حجّة واحدة، يريدون عمل سنة واحدة. قال الأزهريّ: الحجّ قضاء نسك سنة واحدة. وبعض يكسر الحاء، فيقول: الحجّ والحجّة، وقرئ: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (آل عمران/ ٩٧) والفتح أكثر.

وذو الحجّة: شهر الحجّ، سمّي بذلك للحجّ فيه، وامرأة حاجّة ونسوة حواجّ بيت الله بالإضافة إذا كنّ قد حججن، وإن لم يكنّ قد حججن، قلت: حواجّ بيت الله. وأحججت فلانا: إذا بعثته ليحجّ، ويوم الحجّ الأكبر هو يوم النّخر «٣» .

[واصطلاحا:]

قصد بيت الله إقامة للنّسك، وقال الجرجانيّ: قصد لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة في وقت مخصوص بشرائط مخصوصة. وقال الحافظ في الفتح: الحجّ في الشّرع: القصد إلى البيت الحرام بأعمال مخصوصة.

وقال العينيّ: الحجّ قصد إلى زيارة البيت الحرام على وجه التّعظيم بأفعال مخصوصة «٤» .

[العمرة لغة:]

العمرة والاعتمار: الزّيارة الّتي فيها عمارة البيت «٥» ،


(١) انظر أمثلة هذه المعاني وشواهدها في مقاييس اللغة (٢/ ٣٠٠) .
(٢) السّب- بكسر السين: العمامة والمراد شخص الزبرقان.
(٣) انظر: الصحاح للجوهري (١/ ٣٠٤) ، والنهاية لابن الأثير (١/ ٣٤٠، ٣٤١) ، ولسان العرب لابن منظور (٢/ ٢٢٦، ٢٢٩) ، ومفردات الراغب (١٧٠) ، ومقاييس اللغة (٢/ ٣٠) . والقاموس المحيط (حجج) (ص ٢٣٤) ط. بيروت.
(٤) انظر: التعريفات للجرجاني (٨٢) ، وفتح الباري (٣/ ٣٧٨) ، وعمدة القاري للعيني (٩/ ١٢١) ، ودليل الفالحين لابن علان (٤/ ٧٣) .
(٥) في الأصل عمارة الود ولا معنى له هنا ولعله تصحيف.