للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدّنيا؟ فيقول: رضيت ربّ، فيقول له: لك ذلك ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت ربّ، فيقول:

هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولذّت عينك. فيقول رضيت ربّ، قال: ربّ فأعلاهم منزلة؟

قال: أولئك الّذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر» ) * «١» .

٤٢-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ أدنى أهل الجنّة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النّار قبل الجنّة ومثّل له شجرة ذات ظلّ فقال: أي ربّ قرّبني من هذه الشّجرة أكون في ظلّها» .

فذكر الحديث في دخوله الجنّة وتمنّيه إلى أن قال في آخره: «إذا انقطعت به الأمانيّ قال الله: هو لك وعشرة أمثاله، قال: ثمّ يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فيقولان: الحمد لله الّذي أحياك لنا وأحيانا لك. قال: فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت» ) * «٢» .

٤٣-* (عن سهل بن سعد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليدخلنّ الجنّة من أمّتي سبعون- أو سبعمائة ألف- لا يدري أبو حازم أيّهما قال- متماسكون، آخذ بعضهم بعضا لا يدخل أوّلهم حتّى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر» ) * «٣» .

٤٤-* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «في الجنّة ثمانية أبواب، فيها باب يسمّى الرّيّان لا يدخله إلّا الصّائمون» ) * «٤» .

() من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الرغبة والترغيب)

١-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال:

«حضرت أبي حين أصيب، فأثنوا عليه. وقالوا:

جزاك الله خيرا. فقال: راغب وراهب «٥» . قالوا:

استخلف. فقال: أتحمّل أمركم حيّا وميّتا؟ لوددت أنّ حظّي منها الكفاف، لا عليّ ولا لي، فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير منّي «٦» (يعني أبا بكر) ،


(١) مسلم (٣١٢) .
(٢) مسلم (٣١١) .
(٣) البخاري- الفتح ١١ (٦٥٥٤) .
(٤) البخاري- الفتح ٦ (٣٢٦٧) .
(٥) راغب وراهب: أي راج وخائف، ومعناه: الناس صنفان أحدهما يرجو والثاني يخاف، أي راغب في حصول شيء مما عندي، أو راهب مني. وقيل: راغب في الخلافة فلا أحب تقديمه لرغبته، وراهب لها فأخشى عجزه عنها.
(٦) فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني: حاصله أن المسلمين أجمعوا على أن الخليفة إذا حضرته مقدمات الموت، وقبل ذلك، يجوز له الاستخلاف ويجوز له تركه، فإن تركه فقد اقتدى بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في هذا، وإلا فقد اقتدى بأبي بكر- رضي الله عنه-، وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف، وعلى انعقادها بعقد أهل الحل والعقد لإنسان.