للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أخبركم بأهل الجنّة؟ كلّ ضعيف متضعّف. لو أقسم على الله لأبرّه. ألا أخبركم بأهل النّار؟ كلّ جوّاظ «١» زنيم «٢» متكبّر» ) * «٣» .

٣٧-* (عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:

«تحاجّت النّار والجنّة، فقالت النّار. أوثرت بالمتكبّرين والمتجبّرين. وقالت الجنّة: فما لي لا يدخلني إلّا ضعفاء النّاس وسقطهم «٤» وعجزهم «٥» . فقال الله للجنّة:

أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنّار: أنت عذابي، أعذّب بك من أشاء من عبادي.

ولكلّ واحدة منكم ملؤها. فأمّا النّار فلا تمتلىء، فيضع قدمه عليها، فتقول: قط قط. فهنالك تمتليء، ويزوى بعضها إلى بعض» ) * «٦» .

٣٨-* (عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ينادي مناد: إنّ لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدا. وإنّ لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإنّ لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا، وإنّ لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا» ، فذلك قوله- عزّ وجلّ- وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (الأعراف/ ٤٣) » ) * «٧» .

٣٩-* (عن أبي بكر عبد الله بن قيس، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ للمؤمن في الجنّة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوّفة، طولها ستّون ميلا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا» ) * «٨» .

٤٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إنّ أوّل زمرة يدخلون الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، والّذين يلونهم على أشدّ كوكب درّيّ في السّماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوّطون ولا يمتخطون ولا يتفلون. أمشاطهم الذّهب، ورشحهم المسك «٩» ، ومجامرهم الألوّة «١٠» ، وأزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستّون ذراعا في السّماء» ) * «١١» .

٤١-* (عن المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ موسى عليه السّلام سأل ربّه: ما أدنى أهل الجنّة منزلة؟ فقال: رجل يجيء بعد ما دخل أهل الجنّة الجنّة فيقال له: ادخل الجنّة، فيقول: ربّ كيف وقد نزل النّاس منازلهم وأخذوا أخذاتهم «١٢» ؟


(١) جواظ: جموع منوع، وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: القصير البطين، وقيل الفاخر.
(٢) زنيم: هو الدّعيّ في النسب، الملصق بالقوم وليس منهم، شبه بزنمة الشاة.
(٣) مسلم (٢٨٥٣) اللفظ له، والبخاري- الفتح ٨ (٤٩١٨) وابن ماجة (٤١١٦) ، وأحمد ٢/ ١٦٩ والترمذي (٢٦٠٥) .
(٤) سقطهم: أي ضعفاؤهم والمتحقرون منهم.
(٥) عجزهم: جمع عاجز أي: العاجزون عن طلب الدنيا والتمكن فيها والثروة والشوكة.
(٦) مسلم (٢٨٤٦) واللفظ له، والبخاري- الفتح ٨ (٤٨٥٠) .
(٧) مسلم (٢٨٣٧) واللفظ له.
(٨) مسلم (٢٨٣٨) .
(٩) رشحهم: عرقهم.
(١٠) الألوة: هو العود الذي يتبخر به، العود الهندي.
(١١) البخاري- الفتح ٦ (٣٢٤٥) ، (٣٢٤٦) ، ومسلم (٢٨٣٤) واللفظ له.
(١٢) أخذاتهم: درجاتهم.