للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلبه) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: «من أنظر معسرا- أو وضع عنه- أظلّه في ظلّه» ) * «١» .

٤٥-* (عن بريدة الأسلميّ- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أنظر معسرا كان له كلّ يوم صدقة، ومن أنظره بعد حلّه كان له مثله في كلّ يوم صدقة» ) * «٢» .

٤٦-* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه- أنّه قال: كان له دين على رجل وكان يأتيه يتقاضاه فيختبأ منه فجاء ذات يوم فخرج صبيّ فسأله عنه؛ فقال: نعم، هو في البيت يأكل خريزة فناداه. فقال: يا فلان اخرج فقد أخبرت أنّك ههنا، فخرج إليه، فقال:

ما يغيّبك عنّي؟ فقال: إنّي معسر وليس عندي شيء، قال: آلله إنّك معسر؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة ثمّ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من نفّس عن غريمه أو محا عنه كان في ظلّ العّرش يوم القيامة» .

ولفظ مسلم: «من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر أو يضع عنه» ) * «٣» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (التيسير)

٤٧-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّه قال: إنّ عائشة- رضي الله عنها- في حجّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أهلّت بعمرة (حديث الحجّ المشهور) ، وفيه: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا سهلا إذا هويت الشّيء تابعها عليه «٤» فأرسلها مع عبد الرّحمن بن أبي بكر فأهلّت بعمرة من التّنعيم» ) * «٥» .

٤٨-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي لأدخل الصّلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصّبيّ فأخفّف من شدّة وجد أمّه به» ) * «٦» .

٤٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تضمّن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلّا جهادا «٧» في سبيلي، وإيمانا بي وتصديقا برسلي. فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنّة. أو أرجعه إلى مسكنه الّذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة. والّذي نفس محمّد بيده ما من كلم


(١) مسلم (٣٠٠٦) .
(٢) أحمد (٥/ ٣٥١) وقال الهيثمي: روى ابن ماجة طرفا منه ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (٤/ ١٣٥) . وذكره ابن كثير في التفسير بسياق آخر (١/ ٣٣١) .
(٣) مسلم (١٥٦٣) .
(٤) قوله: إذا هويت الشيء تابعها عليه: أي من الأمور التي لا نقص فيها في الدين.
(٥) مسلم (١٢١٣) .
(٦) البخاري- ٧ (٧٠٨) . ومسلم (٤٧٠) واللفظ له، والوجد يطلق على الحزن وعلى الحب وكلاهما سائغ، والحزن أظهر.
(٧) إلا جهادا: هكذا بالنصب على أنه مفعول له، وتقديره: لا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا للجهاد والإيمان والتصديق ومعناه لا يخرجه إلا محض الإيمان والإخلاص لله تعالى.