للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك، وتنصح لله ولرسوله بطاعته فإنّ هذا من أعظم طاعته، وتنفع هذا المستحقّ بمعاونته على ذلك، كما عليك أن تصلّي وتصوم وتجاهد في سبيل الله.

وأمّا الرّجل المسموع الكلام فإذا أكل قدرا زائدا على الضّيافة الشّرعيّة، فلا بدّ له أن يكافىء المطعم بمثل ذلك، أو لا يأكل القدر الزّائد وإلّا فقبوله الضّيافة الزّائدة مثل قبوله للهديّة، وهو من جنس الشّاهد والشّافع إذا أدّى الشّهادة وقام بالشّفاعة لضيافة أو جعل فإنّ هذا من أسباب الفساد «١» .

[الفرق بين الرشوة والهدية:]

قال ابن قيّم الجوزيّة: الفرق بين الهديّة والرّشوة- وإن اشتبها في الصّورة- القصد، فإنّ الرّاشي قصده بالرّشوة التّوصّل إلى إبطال حقّ، أو تحقيق باطل، فهذا الرّاشي الملعون على لسان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإن رشا لدفع الظّلم عن نفسه اختصّ المرتشي وحده باللّعنة، وأمّا المهدي فقصده استجلاب المودّة والمعرفة والإحسان، فإن قصد المكافأة فهو معاوض، وإن قصد الرّبح فهو مستكثر «٢» .

[للاستزادة: انظر صفات: أكل الحرام- التعاون على الإثم والعدوان- السرقة- الغش- الغلول- التطفيف- التناجش.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: النزاهة- الاستقامة- الشرف- محاسبة النفس- مجاهدة النفس- النبل- التعاون على البر والتقوى- العفة] .


(١) مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد ٣١ ص ٢٨٧- ٢٨٨.
(٢) الروح لابن القيم ٢٤٠.