كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

حرف الباء - بر الوالدين - ج: 3 - ص: 767

[بر الوالدين]

/ الآيات/ الأحاديث/ الآثار/

/ ٨/ ٣٢/ ٩/

[بر الوالدين لغة:]

البرّ مصدر مأخوذ من مادّة «ب ر ر» الّتي يقول عنها ابن فارس: الباء والرّاء في المضاعف أربعة أصول (أي لها أربعة معان أصليّة) هي: الصّدق، وحكاية صوت، وخلاف البحر، ونبت. ويرجع برّ الوالدين إلى المعنى الأوّل وهو الصّدق. يقول صاحب المقاييس: فأمّا الصّدق فقولهم صدق فلان وبرّ، وبرّت يمينه: صدقت، وأبرّها أمضاها على الصّدق، وتقول برّ الله حجّك وأبرّه، وحجّة مبرورة أي قبلت قبول العمل الصّادق، ومن ذلك قولهم: يبرّ ربّه أي يطيعه وهو من الصّدق، ومن هذا الباب قولهم: هو يبرّ (والديه) وذا قرابته، وأصله الصّدق في المحبّة يقال (في الوصف منه) رجل برّ وبارّ «١» وجمع البرّ أبرار وجمع البارّ بررة «٢» وجاء في الصّحاح: البرّ خلاف العقوق تقول بررت والدي (بفتح الرّاء الأولى وكسرها) أبرّه برّا فأنا برّ به وبارّ به والمضارع منه على وزن يفعل عند من يكسر الرّاء وعلى وزن يفعل عند من يفتحها تقول: قد برّ والده يبرّه ويبرّه برّا فيبرّ على بررت ويبرّ على بررت «٣» ، والبرّ إذا أضيف إلى الوالدين أو ذي القرابة كان معناه ضدّ العقوق يقول ابن منظور: وهو (البرّ) في حقّهما وحقّ الأقربين من الأهل ضدّ العقوق «٤» ومن معاني البرّ أيضا: الصّلة، والجنّة، والخير، والطّاعة، والحجّ، والاتّساع في الإحسان، وحسن الخلق «٥» ، وفي التّنزيل العزيز: إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (الطور/ ٢٨) قال ابن الأثير: في أسماء الله تعالى: البرّ وهو العطوف على عباده ببرّه أي بإحسانه ولطفه «٦» .

[البر بالوالدين اصطلاحا:]

الإحسان إلى الوالدين والتّعطّف عليهما والرّفق بهما والرّعاية لأحوالهما وعدم الإساءة إليهما، وإكرام صديقهما من بعدهما «٧» .

وقد جاء البرّ في القرآن الكريم بمعنى صلة

---

(١) مقاييس اللغة لابن فارس (١/ ٧٨) .
(٢) الصحاح للجوهري (٢/ ٥٨٨) ، والقاموس المحيط (٤٤٤) ، ولسان العرب «برر» (٢٥٣) ط. دار المعارف. وقد اقتصر فى الصحاح على لغة الكسر (بررت) ومن ثم يكون المضارع بالفتح لا غير.
(٣) اللسان «برر» (٢٥٣) .
(٤) وقد عرف ابن منظور العقوق هنا بأنه «الإساءة إليهم والتضييع لحقوقهم. انظر اللسان الموضع السابق.
(٥) انظر مادة (ب ر ر) فى المعاجم الاتية: الصحاح، المقاييس، اللسان، القاموس (٦) ، النهاية (١/ ١١٦) .
(٦) النهاية (١/ ١١٦) .
(٧) بصائر ذوي التمييز، للفيروز ابادي (٢/ ٢١١) .