للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأكثر، فقال له سليمان: حسبك فإنّ الوليّ لا يحاسب، والعدوّ لا يحتسب له» ) * «١» .

٧-* (اعتذر رجل إلى الحسن بن سهل من ذنب كان له، فقال له الحسن: «تقدّمت لك طاعة، وحدثت لك توبة، وكانت بينهما منك نبوة، ولن تغلب سيّئة حسنتين» ) * «٢» .

٨-* (قال عبد الرّحمن بن المبارك اليزيديّ (مؤدّب ولد يزيد بن منصور الحميريّ) يعتذر إلى المأمون لأنّه امتنّ عليه بتأديبه إيّاه:

أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع ... ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو» ) * «٣» .

٩-* (قال الشّافعيّ- رحمه الله-:

يا لهف قلبي على مال أجود به ... على المقلّين من أهل المروءات

إنّ اعتذاري إلى من جاء يسألني ... ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات) * «٤» .

١٠-* (دخل رجل على المنصور فقال له:

تكلّم بحجّتك. فقال الرّجل: لو كان لي ذنب تكلّمت بعذري وعفوك أحبّ إليّ من براءتي» ) * «٥» .

١١-* (أتي الهادي برجل من الحبس فجعل يقرّره بذنوبه فقال الرّجل: اعتذاري ردّ عليك، وإقراري يوجب لي ذنبا، ولكنّي أقول:

إذا كنت ترجو في العقوبة راحة ... فلا تزهدن عند المعافاة في الأجر

فعفا عنه» ) * «٦» .

١٢-* (قال الخرائطيّ- رحمه الله تعالى-:

أنشدني محمّد بن إسماعيل الإسحاقيّ:

إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه ... وكان الّذي لا يقبل العذر جانيا» ) * «٧» .

[من فوائد (الاعتذار)]

(١) الاعتذار يمحو الذّنوب.

(٢) استجلاب المنافع من المعتذر إليه.

(٣) الأصل ألّا يقدم الإنسان على ما يعتذر منه، فإن فعل فالاعتذار يصفّي القلوب.

(٤) يرزق قابل الاعتذار مودّة الله فهو أكثر معاذير من كلّ أحد.

(٥) يرزق المعتذر والمعتذر إليه التّواضع.

(٦) المسلم الّذي يقبل العذر من أخيه يشجّعه على فعل الخير.

(٧) الاعتذار يقي النّاس من الهلاك.


(١) الآداب الشرعية (١/ ٣٤٩) .
(٢) المرجع السابق (١/ ٣٥١) .
(٣) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٤) الإحياء (٣/ ٢٥١) .
(٥) الآداب الشرعية (١/ ٣٥١) .
(٦) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٧) مساوىء الأخلاق ومذمومها (٣١٢) .