للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الصلاح)]

١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

أرق «١» رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة. فقال: «ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني اللّيلة» . قالت وسمعنا صوت السّلاح. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من هذا؟» قال سعد بن أبي وقّاص: يا رسول الله، جئت أحرسك.

قالت عائشة: فنام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى سمعت غطيطه «٢» ) * «٣» .

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أسرعوا بالجنازة. فإن كانت صالحة قرّبتموها إلى الخير. وإن كانت غير ذلك كان شرّا تضعونه عن رقابكم» ) * «٤» .

٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: ألا أخبركم بما سمعت من في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ سمعته أذناي ووعاه قلبي: «إنّ عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا، ثمّ عرضت له التّوبة. فسأل عن أعلم أهل الأرض. فدلّ على رجل فأتاه. فقال: إنّي قتلت تسعة وتسعين نفسا! فهل لي من توبة؟ قال: بعد تسعة وتسعين نفسا. قال: فانتضى «٥» سيفه فقتله.

فأكمل به المائة. ثمّ عرضت له التّوبة. فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على رجل فأتاه، فقال: إنّي قتلت مائة نفس، فهل لي من توبة؟. قال: فقال: ويحك ومن يحول بينك وبين التّوبة؟ اخرج من القرية الخبيثة الّتي أنت فيها، إلى القرية الصّالحة، قرية كذا وكذا. فاعبد ربّك فيها. فخرج يريد القرية الصّالحة، فعرض له أجله في الطّريق. فاختصمت فيه ملائكة الرّحمة وملائكة العذاب. قال إبليس: أنا أولى به، إنّه لم يعصني ساعة قطّ. قال: فقالت ملائكة الرّحمة: إنّه خرج تائبا. فبعث الله- عزّ وجلّ- ملكا فاختصموا إليه ثمّ رجعوا.

فقال: انظروا أيّ القريتين كانت أقرب، فألحقوه بأهلها. قال قتادة: فحدّثنا الحسن، قال: لمّا حضره الموت احتفز «٦» بنفسه فقرب من القرية الصّالحة، وباعد منه القرية الخبيثة. فألحقوه بأهل القرية الصّالحة» ) * «٧» .

٤-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّ أمّ حبيبة وأمّ سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أولئك إذا كان فيهم الرّجل الصّالح، فمات. بنوا على قبره مسجدا، وصوّروا فيه تلك الصّور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» ) * «٨» .

٥-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ


(١) أرق: أي سهر ولم يأته النوم.
(٢) غطيطه: صوت النائم المرتفع.
(٣) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٨٥) . ومسلم (٢٤١٠) واللفظ له.
(٤) البخاري- الفتح ٣ (١٣١٥) . ومسلم (٩٤٤) واللفظ له.
(٥) فانتضى: انتضى السيف أخرجه من غمده.
(٦) احتفز: أي جدّ وأسرع.
(٧) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٧٠) . ومسلم (٢٧٦٦) . وابن ماجة (٢٦٢٢) واللفظ له.
(٨) البخاري- الفتح ٣ (١٣٤١) . ومسلم (٥٢٨) واللفظ له.