للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الأذى]

[الأذى لغة:]

الأذى مصدر قولهم: أذي الشّيء يأذى، وهو مأخوذ من مادّة (أذ ى) الّتي تدلّ على «الشّيء تتكرّهه ولا تقرّ عليه، ومن ذلك الإيذاء، يقال: آذيت فلانا أوذيه: أي ألحقت به ما يكره، ويقال: بعير إذ وناقة أذية، إذا كان (كلّ منهما) لا يقرّ في مكان من غير وجع، ولكن خلقة، وكأنّه يأذى بمكانه، ومن ذلك الآذيّ وهو الموج المؤذي لركّاب البحر، وأمّا قول الله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً (البقرة/ ٢٢٢) فقد سمّي بذلك باعتبار الشّرع، وباعتبار الطّبّ على حسب ما يذكره أصحاب هذه الصّناعة «١» .

وقال القرطبيّ: هو شيء تتأذّى به المرأة وغيرها أي برائحة دم الحيض، والأذى كناية عن القذر على الجملة، ويطلق على القول المكروه، ومنه قوله تعالى:

لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى (البقرة/ ٢٦٤) ومنه أيضا قوله تعالى: وَدَعْ أَذاهُمْ (الأحزاب/ ٤٨) أمّا الأذى في الحديث الشّريف «وأميطوا عنه الأذى» يعني بالأذى: الشّعر الّذي يكون على رأس

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١٨/ ٣٣/ ٦

الصّبيّ حين يولد.. وفي حديث الإيمان «وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق» يعني: الشّوك والحجر والنّجاسة وما أشبه ذلك ممّا يتأذّى به المارّ «٢» .

وقال الجوهريّ: يقال: آذاه يؤذيه فأذي هو أذى، وأذاة وأذيّة، وتأذّيت به.

قال ابن منظور: قال ابن برّيّ: صوابه: آذاني إيذاء، وأمّا أذى فمصدر أذي، وكذلك أذاة، وأذيّة، فأنا أذ، ورجل أذيّ: إذا كان شديد التّأذّي، وقد يكون الأذيّ: المؤذي، وفي الحديث كلّ مؤذ في النّار، وهو وعيد لمن يؤذي النّاس في الدّنيا بعقوبة النّار في الآخرة.

وقوله عزّ وجلّ وَدَعْ أَذاهُمْ؛ تأويله أذى المنافقين لا تجازهم عليه إلى أن تؤمر فيهم بأمر، وآذى الرّجل:

فعل الأذى؛ ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم، للّذي تخطّى رقاب النّاس يوم الجمعة: «رأيتك آذيت وآنيت» «٣» .

[الأذى اصطلاحا:]

قال الرّاغب: الأذى ما يصل إلى الحيوان من الضّرر إمّا في نفسه أو جسمه، أو تبعاته دنيويّا كان ذلك أو أخرويّا «٤» .

وقد ذكر المناويّ هذا التّعريف مع تعديل


(١) المفردات للراغب (١٥) .
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٣/ ٢٢٢) .
(٣) مقاييس اللغة لابن فارس (١/ ٧٨) ، والمفردات (١٥) والصحاح (٦/ ٢٢٦٦) ، ولسان العرب (أذى) (١/ ٥٤) ط. دار المعارف.
(٤) المفردات (١٥) .