للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التوحيد]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٩١/ ٣٧/ ٢٠

[التوحيد لغة:]

مصدر قولهم: «وحّد يوحّد» وهو مأخوذ من مادّة (وح د) الّتي تدلّ على الانفراد، يقول ابن فارس:

ومن ذلك الوحدة، (ومنه) هو واحد قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله، قال الشّاعر:

يا واحد العرب الّذي ... ما في الأنام له نظير

والواحد أيضا: المنفرد، وقول عبيد (بن الأبرص) :

والله لو متّ ما ضرّني ... وما أنا إن عشت في واحده

يريد: ما أنا (على ما يرام) إن عشت في خلّة واحدة تدوم، لأنّه لابدّ لكلّ شيء من انقضاء «١» . وقال الرّاغب: الواحد في الحقيقة هو الشّيء الّذي لا جزء له البتّة، ثمّ يطلق على كلّ موجود

حتّى إنّه ما من عدد إلّا ويصحّ أن يوصف به فيقال عشرة واحدة ومائة واحدة وألف واحد، وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه هو الّذي لا يصحّ عليه التّجزّؤ ولا التكثّر، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (الزمر/ ٤٥) «٢» . قال القرطبيّ: كان المشركون إذا قيل لهم: «لا إله إلّا الله» نفروا وكفروا، (وإذا ذكر الّذين من دونه) - أي:

الأوثان- يظهر في وجوههم البشر والسّرور، ومعنى «اشمأزّت» قيل: «انقبضت، وقيل: نفرت واستكبرت وكفرت وتعصّت، وقيل: أنكرت «٣» .

والوحد: المفرد، ويوصف به غير الله تعالى، كقول الشّاعر:

على مستأنس وحد

وأحد مطلقا لا يوصف به غير الله تعالى «٤» .

ويقال: رجل وحد، ووحد، ووحيد أي:

منفرد. وفلان واحد دهره، وفلان لا واحد له، وفلان واحد أهل زمانه، أي: لا نظير له. والجمع: وحدان مثل شابّ وشبّان، وراع ورعيان، وأحدان وأصله:

وحدان (أبدلت الواو همزة) ، ويقال: لست في هذا الأمر بأوحد، ولا يقال للأنثى وحداء. وقولهم: أعط كلّ واحد منهم على حدة أي: على حياله «٥» .

وقال ابن منظور: يقال: وحد فلان يوحد أي


(١) مقاييس اللغة (٦، ٩٠، ٩١) .
(٢) المفردات (٥١٤، ٥١٥) .
(٣) تفسير القرطبي (١٥/ ١٧٢) .
(٤) المفردات (٥١٥) .
(٥) الصحاح للجوهري (٢/ ٥٤٨) ، وقارن أيضا بالمفردات (٥١٦) .