للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العدويّ بثمانمائة درهم فجاء بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدفعها إليه، ثمّ قال: «ابدأ بنفسك فتصدّق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء، فهكذا وهكذا» . يقول: «فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك) * «١» .

[الأحاديث الواردة في (صلة الرحم) معنى]

٣٠-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجل فقال: يا رسول الله! إنّي أصبت ذنبا عظيما فهل من توبة؟. قال: «هل لك من أمّ؟» قال: لا. قال: «هل لك من خالة؟» قال:

نعم. قال: «فبرّها» ) * «٢» .

٣١-* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- قال: جاء أعرابيّ، فقال: يا نبيّ الله، علّمني عملا يدخلني الجنّة، قال: «لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النّسمة، وفكّ الرّقبة» . قال أوليستا واحدا؟ قال «لا» ، «عتق النّسمة أن تعتق النّسمة، وفكّ الرّقبة أن تعين على الرّقبة، والمنيحة الرّغوب «٣» ، والفيء «٤» على ذي الرّحم، فإن لم تطق فأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكفّ لسانك إلّا من خير» ) * «٥» .

٣٢-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: أقبل رجل إلى نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله. قال: «فهل من والديك أحد حيّ» ؟

قال: نعم، بل كلاهما. قال: «فتبتغي الأجر من الله؟» قال: نعم. قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما» ) * «٦» .

٣٣-* (عن المقدام بن معد يكرب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله يوصيكم بأمّهاتكم، ثمّ يوصيكم بأمّهاتكم، ثمّ يوصيكم بأمّهاتكم، ثمّ يوصيكم بابائكم، ثمّ يوصيكم بالأقرب فالأقرب» ) * «٧» .


(١) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٨٦) . ومسلم (٩٩٧) واللفظ له.
(٢) صحيح الترمذي (١٩٨٥) ط. الألباني، أما طبعة شاكر ففيها تحريف شديد في هذا الموضع (١٩٠٤) . الحاكم (٤/ ١٥٥) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي وذكر: «ألك والدان؟» . وذكره الألباني في صحيح الترمذي (١٥٥٤) واللفظ له في هذا الموضع.
(٣) المنيحة: هي ذات اللبن يقدمها المرء لغيره ليأخذ لبنها ثم يردها إلى صاحبها.
(٤) الفيء على ذي الرحم: العطف عليه بالبر.
(٥) الأدب المفرد مع شرحه (١/ ١٠٤ حديث/ ٦٩) ورجاله ثقات. وقال مخرجه محب الدين الخطيب: رواه أحمد وابن حبان فى صحيحه والبيهقي في الشعب. وقال في المجمع (٤/ ٢٤٠) : رواه أحمد ورجاله ثقات. وللحديث روايات أخرى انظرها في «موسوعة أطراف الحديث النبوى» (٦/ ٥٦٣) .
(٦) البخاري- الفتح ٦ (٣٠٠٤) بلفظ مختلف. ومسلم (٢٥٤٦) واللفظ له.
(٧) قال الحافظ في الفتح (١٠/ ٤١٦) : أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأحمد، وابن ماجة، والحاكم، كما في المستدرك (٤/ ١٥١) ، وصححه وأقره الذهبي فيما قال وهو في الأدب المفرد بشرحه (١/ ٩٧، ٩٨ برقم ٦٠) . وهذا لفظه.