للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (محاسبة النفس)]

١-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا. فإنّه أهون عليكم في الحساب غدا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (الحاقة/ ١٨)) * «١» .

٢-* (كتب عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- إلى بعض عمّاله، فكان في آخر كتابه: «أن حاسب نفسك في الرّخاء، قبل حساب الشّدّة؛ فإنّه من حاسب نفسه في الرّخاء، قبل حساب الشّدّة، عاد مرجعه إلى الرّضى والغبطة. ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه، عاد أمره إلى النّدامة، والحسرة. فتذكّر ما توعظ به، لكيما تنتهي، عمّا ينهى عنه، وتكون عند التّذكرة والعظة من أولي النّهى» ) * «٢» .

٣-* (قال أنس بن مالك- رضي الله عنه- سمعت عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- يوما، وقد خرجت معه، حتّى دخل حائطا فسمعته يقول، وبيني وبينه جدار، وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين بخ، والله لتتّقينّ الله ابن الخطّاب، أو ليعذّبنّك) * «٣» .

٤-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- لفضيل بن زيد الرّقاشيّ: لا يلهينّك النّاس عن ذات نفسك فإنّ الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع النّهار بكيت وكيت، فإنّه محفوظ عليك ما قلته، ولم تر شيئا أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم) * «٤» ..

٥-* (عن سلمة بن منصور عن مولى لهم كان يصحب الأحنف بن قيس، قال: كنت أصحبه، فكان عامّة صلاته الدّعاء، وكان يجيء المصباح، فيضع أصبعه فيه، ثمّ يقول: حسّ «٥» ، ثمّ يقول: يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا، ما حملك على ما صنعت يوم كذا) * «٦» .

٦-* (قال إبراهيم التّيميّ: مثّلت نفسي في الجنّة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثمّ مثّلت نفسي في النّار آكل من زقّومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها، وأغلالها، فقلت لنفسي: أي نفسي، أيّ شيء تريدين؟ قالت:

أريد أن أردّ إلى الدّنيا، فأعمل صالحا، قال: قلت:

فأنت في الأمنيّة، فاعملي) * «٧» .

٧-* (قال الحسن- رحمه الله-: «إنّ العبد لا


(١) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (٢٢) ، وإغاثة اللهفان لابن القيم (٩٤) .
(٢) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (٥٩) ، إغاثة اللهفان (٩٥) .
(٣) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (٢٣) .
(٤) المرجع السابق (٣٨) .
(٥) حسّ: كلمة تقال عند الألم المفاجىء.
(٦) إغاثة اللهفان لابن القيم (٦٨) .
(٧) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (٣٤)