للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التكاثر]

[التكاثر لغة:]

مصدر قولهم: تكاثر فلان وفلان أي قال كلّ منهما أنا أكثر منك في كذا أو طلب أن يكون كذلك، وهو مأخوذ من مادّة (ك ث ر) الّتي تدلّ على خلاف القلّة، يقال من ذلك: كاثر بنو فلان بني فلان فكثروهم، أي كانوا أكثر منهم، وعدد كاثر أي كثير، قال الأعشى:

ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنّما العزّة للكاثر «١»

وقال الرّاغب: الكثرة والقلّة يستعملان في الكمّيّات المنفصلة كالأعداد، ويستعمل العظم والصّغر في الأجسام، ثمّ يستعمل كلّ واحد من الكثرة والعظم ومن القلّة والصّغر للآخر «٢» ، وعلى ذلك فقول الله تعالى: وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ جعلها كثيرة اعتبارا بمطاعم الدّنيا، وليست الإشارة للعدد فقط بل إلى الفضل كذلك «٣» ، وعدد كثير وكثار وكاثر أي زائد، ورجل كاثر إذا كان كثير المال، وقول الله تعالى إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (الكوثر/ ١) قيل هو: نهر في الجنّة،

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٢٤/ ٢٩/ ١٩

وقيل بل هو: الخير العظيم الّذي أعطيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «٤» .

وعن مجاهد: هو خير الدّنيا والآخرة، وقال عكرمة: هو ما أعطاه الله إيّاه من النّبوّة والخير والقرآن «٥» . وقيل:

الكوثر هاهنا: الخير الكثير الّذي يعطيه الله أمّته يوم القيامة، قال ابن منظور: وكلّ ذلك راجع إلى معنى الكثرة، إذ جميع ذلك قد أعطيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أعطي النّبوّة، وإظهار الدّين الّذي بعث به على كلّ دين، والنّصر على أعدائه، والشّفاعة لأمّته، وما لا يحصى من الخير، وقد أعطي من الجنّة على قدر فضله على أهل الجنّة «٦» ، والكوثر على ذلك (فوعل) من الكثرة أي المفرط فيها، قيل لأعرابيّة رجع ابنها من السّفر: بم آب ابنك؟ قالت: بالكوثر، وقال الكميت:

وأنت كثير يا بن مروان طيّب ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا «٧»

الكوثر هنا: قيل: الرّجل السّخيّ، وقيل: السّيّد الكثير الخير، ويقال: تكوثر الشّيء: كثر كثرة متناهية، واستكثرت من الشّيء أكثرت منه، والكثر من المال:

الكثير، يقال: الحمد لله على الكثر والقلّ أي على


(١) مقاييس اللغة (٥/ ١٦١) .
(٢) المفردات للراغب (٤١٠) .
(٣) يشير الراغب بذلك إلى أن الكثرة قد تستعمل في الكيف كما تستعمل في الكمّ.
(٤) المفردات للراغب (٢٤٦) ، معاني القرآن للفراء (٣/ ٢٩٥) .
(٥) الدر المنثور للسيوطي (٦/ ٦٨٨) .
(٦) لسان العرب «كثر» (٨٢٩٣) ط. دار المعارف.
(٧) المفردات للراغب (٣٢٦) ، لسان العرب (٣٨٢٨) .